دائمًا نسمع هذه المقولة وبدعاء حزين وتمني بقلب خاشع؛ اللهم اجعل خاتمة أعمالنا إلى خير. وهناك أشخاص مؤمنون خيرون وفقوا لهذه المقولة وكانت خاتمتهم إلى خير وسعادة وفازوا في الدنيا والآخرة.
إما يتوفاهم الأجل وهم يعملون عملاً صالحاً أو يصلون في المسجد أو في البيت أو في أماكن العبادة والذكر والحسينيات يستمعون لمناسبات أهل البيت عليهم السلام، ويأتي أجلهم بغتة فنقول هنيئًا لهم هذه الخاتمة الطيبة، وهناك مواقف كثيرة سمعناها عن فلان وفلان توفي فجأة في المسجد أو الحسينية
وسمعنا أيضاً خاتمة خير وسعادة لمتوفين نالوا شرف الخاتمة الحسنة عند ذهابهم لمراقد أهل البيت والأئمة الأطهار عليهم السلام. وكم من الأشخاص يتمنى أن يموت ويدفن عند هؤلاء الأئمة الأطهار ليكون بضيافة محمد وأهل بيته عليهم السلام.
كثير من الأخيار الطيبين المؤمنين يتمنون أن تكون خاتمتهم إلى خير وخصوصاً عند أبي الأحرار الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام حيث القلوب والعيون تشتاق للحبيب والقرب منه.
وهناك أشخاص أيضاً استجاب الله لدعائهم ومناجاتهم ونالوا الدرجة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى وحب الله لهم. من هؤلاء الأشخاص الشاب المرحوم المؤمن الخير الخلوق هادي الطباع بشير بن الحاج عبد العظيم السبع، رحمه الله، حيث كنت أراه في مجلس جده المؤمن الحاج أحمد آل جعفر أبو محمد، كان يتردد دائماً ويحضر هناك وخصوصاً في المناسبات الدينية حيث يقوم بالخدمة، وأيضاً أراه في جميع المناسبات الاجتماعية والأعمال التطوعية مشمراً عن ساعديه يخدم ويساعد مبادراً لفعل وعمل الخير سخي يعطي دون مقابل صاحب فزعة وشيمة لا يتردد بالعطاء إذا عرف أن صاحبًا له بأزمة أو ضيق من المال كما عرفت من بعض المقربين له.
وكنت أراه دائماً مبتسم الثغر يحمل السجايا الحسنة الطيبة والأخلاق العالية الكريمة يحب الجميع ويمازحهم ولهذا كان محبوباً لمن عرفوه الذين حزنوا لسماع الخبر المفجع والمفاجئ يوم الأربعاء الموافق ٢٢ من شهر صفر لعام ١٤٤٣ هجري وبعد انتهائه من زيارة الأربعين والتوفيق الإلهي الذي حظي به، كانت صدمة لكل أهله ومحبيه وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخبر الأليم وفاة الشاب بشير.
ولكن هذا يومه وخاتمته الطيبة فلا يستطيع أحد أن يغير إرادة الله وقضاءه وقدره. رحل بشير بخاتمة طيبة يغبطه الآخرون عليها وهي نيله وقربه ودفنه في مدينة الحسين عليه السلام وهو زائر له.
قال الإمام الحسين عليه السلام: من زارني بعد موتي زرته ولو كان في النار لأخرجته. (المنتخب للطريحي ص ٦٩).
فهنيئًا لك يا بشير هذه الخاتمة الطيبة والسعادة الأبدية وقبرك بكربلاء في بقاع مقدسة ومن أطهر وأزكى بقاع الأرض أرض الحسين عليه السلام. رحمك الله برحمته الواسعة وحشرك مع محمد وآله الطيبين الطاهرين وعظم الله أجوركم عائلة السبع وآل جعفر وكل أرحامهم ومن ينتسب لهم، وألهمكم الصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ورحم الله من يقرأ له ولجميع المؤمنين والمؤمنات الفاتحة.