وفاة السيدة مريم عليها السلام

دأب أبناء محافظة القطيف والأحساء والبحرين وربما أماكن أخرى خليجية على إحياء ذكرى وفاة السيدة الجليلة مريم بنت عمران عليها السلام والدة السيد المسيح عليه السلام سنويًا في اليوم الخامس والعشرين من شهر صفر.

ذلك لما لهذه المنطقة من ارتباط وثيق بالمسيحية الموحدة قبل الإسلام التي كانت تدين به والشواهد عليه موجودة على سبيل المثال الكنائس القديمة في المنطقة والتي لاتزال لها آثار حاضرة منها كنيسة الجبيل الواقعة إلى الجنوب الغربي منها والتي صُنفت على أنها أقدم كنائس العالم. كذلك القبور المنسوبة إلى الرموز الدينية أو القيادية من أتباع المسيحية. وهذا الموروث تعاقبت عليه الأجيال من وقتها وإلى يومنا هذا وتتخذ النساء طقوسًا مميزة غير تقليدية في هذه المناسبة بالذات إذا ما قُورنت بالمناسبات المشابهة لها والتي تُقام هنا.

وعلى أي حال فهذا يدل على الوفاء والإخلاص لهذه المرأة الموصوفة في القرآن بالعفة والجلالة وبسيدة نساء زمانها على الإطلاق دون منازع. ولكن حتى بعد دخول المنطقة في الإسلام بقي هذا الموروث قائمًا معمولًا به. أنا لست مؤرخًا ولا متابعًا لهذا الحدث في كتب التاريخ لذا آمل من الباحثين المؤرخين في المحافظة وفي مقدمتهم الأستاذ القدير عبدالخالق عبدالجليل الجنبي أن يوضحوا لنا حقيقة هذا الأمر لإطلاع أبناء المنطقة على أصل منشأه وكيفية مواصلة العمل به دون توقف ولماذا تُقدم المأكولات النوعية فيها دون غيرها؟ لماذا اختيرت دون غيرها من المناسبات؟ لماذا بالتقويم الهجري وليس الميلادي؟ الذي هو الأصح في هذه الحالة ولماذا لم تُحيا ذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام كما هو الحال في وفاة والدته؟ نترقب من المختصين ممن ذكرنا الإجابة عن هذه التساؤلات مع الشكر والاحترام.



error: المحتوي محمي