الرفاهية الحقيقية

تغيب عن فكرنا مسألة حقيقة الرفاهية في حياتنا ، ما هي؟ فنبذل قصارى جهدنا للعيش برفاهية في الحياة المادية ناسين أو متناسين أن هناك أمرًا آخر يشكل حجر الأساس في مفهوم الرفاهية في حياتنا ألا وهو مفهوم الرفاهية الأخلاقية!

فعندما نبحث في كل ما لدينا من مخزون معرفي وفكري يوجه سير أنشطتنا الحياتية سنلحظ أن هناك شيئًا ما يتسبب في عدم اكتمال الصورة عند غيابه! إنه العنصر الأخلاقي والقيمي في منظومتنا الفكرية.

لو تعمقنا قليلًا في مدلولات النجاح بمفهومه الشامل لأي مجتمع لوجدنا أن المنظومة الأخلاقية هي القاسم المشترك لنجاح تلك المجتمعات وأن كل الغايات الأخرى يمكن تحقيقها من خلال هذه القيمة.

ولكن في حين غفلة، استطاع الآخر أن يجعلنا جزءًا من مخطط فكري يتلاعب بقيمنا الأخلاقية ويجرنا فيه نحو الهاوية حيث لا نعلم نهاية أمرنا وما سيؤول إليه حالنا ولا نعلم كيف سننجو من ذلك القاع العميق الذي أوصلتنا إليه تلك الأفكار! الرامية لسلب جوهرة القيم الأخلاقية منا!

أما آن لنا أن نستيقظ ونعمل جاهدين على التخلص من أنياب تلك الأفكار الدخيلة على بيئتنا ومجتمعنا! آفات العصر تتهاوى علينا من كل حدب وصوب، ومع ذلك كله يواجهون صعوبة في تحقيق مآربهم وغاياتهم ويواجهون أمرًا يصعب كسره واختراقه!

فالشجرة المتماسكة بأغصانها المرتبطة ببعضها البعض تشكل لهم حجرًا عثرة في سبيل تحقيق أهدافهم! إنها القيم الأخلاقية الحية والمتوقدة في وجدان المجتمع.

فهل تراهم يئسوا من ذلك؟ كلا! لقد قاموا بتغيير قواعد اللعبة وأساليبها كيما يوجّهون سهامهم بإتقان نحو الخاصرة الرخوة في بناء الأسرة، وهم الأجيال الصاعدة من أبنائنا، فقاموا بغرس بعض المفاهيم الملوثة في أذهانهم كالأفعى التي تغرس سمها الزعاف لكل من يحاول الاقتراب منها، بداعي الحرية الشخصية!. والتي
تبرر لهم الانطلاق دون قيود نحو
ممارسة ما يشاؤون من الأفعال الغارقة في الوحل والعاشقه للوهم معتقدة أن هذا المسار هو ما يحقق لهم الرفاهية المزعومة! يحدث ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي في الغرف المظلمة محققين بذلك أفضل خدمة لأسيادهم الشياطين معترفين بقدرتهم على تكبيل أيديهم وعقولهم وحينها لا يستطيعون إدراك وتمييز الأفكار الزائفة الهادفة لهدم القيم الأخلاقية نظرًا لضعف الخبرة والتجربة في هذا المضمار.

إن جيل الشباب أكثر تأثرًا من غيرهم وأسرع انجذابًا لكل ما هو جديد، فعليه يجب تقوية الحصانة الأسرية والمجتمعية بما يكفي للمحافظة على أخلاقيات الأبناء وتوجيههم بشكل يتناسب ومتطلبات العصر وزرع الثقة لديهم واستقلالية قراراتهم بضوابط وقيود فكرية هادفة وصالحة لرقي وتطور المجتمع.



error: المحتوي محمي