عرّفت الاختصاصية التربوية تخصص “إعاقة فكرية” أمل حسن البحراني؛ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنه اضطراب نمائي عصبي شائع، تبلغ نسبة الإصابة به حول العالم 10 – 11%، وهو يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد يستمر حتى مرحلة المراهقة ويكون أكثر انتشارًا لدى الأولاد منه لدى الفتيات بنسبة الضعف تقريبًا (2:1)، وقد ترتفع هذه النسبة حتى (10:1).
وبينت “البحراني” أن هذا ما أظهرته الأبحاث والمراجع العلمية التي تجري العينات البحثية للذكور، حيث إن 75% من الفتيات لم يتم تشخيصهن بفرط الحركة، وهذا ما تسبب في رفع نسبة الإصابة عند الذكور.
وأوضحت الاختصاصية التربوية، خلال استضافتها في المحاضرة التثقيفية التي نظمها فريق “نون والقلم” التطوعي، أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يشير إلى خلل في النمو العصبي، وتظهر أعراضه في ثلاثة أنماط هي؛ انعدام التركيز، وانعدام التركيز والحركة المفرطة، وفرط الحركة والاندفاع، كما يجد المصاب بفرط الحركة صعوبة في ضبط انفعالاته وفي الجلوس، فضلًا عن سرعة التململ والميل إلى الثرثرة والتوتر ومقاطعة أحاديث الآخرين، لا سيما في حالة الإناث.
وذكرت أنّ المصاب بتشتت الانتباه يكون عرضة أكثر من الآخرين لنسيان الأشياء، وصعوبة ترتيب الأفكار، وعادة ما يكون اضطراب التناسق الحركي من الاضطرابات المصاحبة لفرط الحركة وتشتت الانتباه، وهذا ما نراه من خلال تعاملنا في رياض الأطفال والمدارس للمراحل الأولى.
وأضافت أنّ هناك عوامل جينية يمكن أنّ تورِّث هذا الاضطراب بنسبة تقارب 70 – 80% منها؛ زواج الأقارب والحمل، والولادة القيصرية، ونقص الأكسجين، ونقص وزن الطفل، والعادات السيئة، وفقر الدم، كما أنّ للعوامل البيئية المحيطة دورًا فاعلًا في استفحال الإصابة أو الحدّ منها.
وتطرقت إلى الأعراض التي تدل على عدم الانتباه لدى الطفل والتي منها؛ كثرة النسيان في الأنشطة اليومية، وصعوبة المحافظة على الانتباه في المهمة، وعدم الإصغاء عند الحديث إليه مباشرة، وعدم اتباع التعليمات والإخفاق في إنهاء المهام والواجبات، وصعوبة تنظيم المهام، وتجنب الانخراط في المهام التي تتطلب منه جهدًا عقليًا متواصلًا، وغير ذلك.
وعددت “البحراني”، في محاضرة “الوظائف التنفيذية لذوي اضطراب الحركة وتشتت الانتباه”، التي أقيمت يوم السبت 25 ديسمبر 2021م، عبر منصة “زووم”؛ بعض أعراض فرط الحركة التي تظهر على الطفل في حالات عدة؛ كأن يقاطع الآخرين، أو يقحم نفسه في شؤونهم، أو يغادر مقعده في الوقت الذي يتطلب منه ملازمته، أو يركض أو يتسلق في مواقف غير مناسبة، أو يندفع للإجابة قبل إكمال الأسئلة، أو يكون دائمًا متحفزًا أو يتصرف كأنه مدفوع بمحرك، أو يجد صعوبة في انتظار دوره، أو لديه صعوبات عند اللعب، ويبدي حركات التململ.
ولفتت إلى الفروق التي تحدِّد نوع السلوك لدى الطفل الشقي، والطفل الحسي الحركي، والطفل ADHD كما نوهت إلى الاضطرابات المشابهة؛ كاضطراب النوم، واضطراب طيف التوحد، وصعوبات التعلم، والغدة الدرقية، والمشاكل السمعية والبصرية، والصدمات العاطفية.
وركزت “البحراني” على الصدمات العاطفية التي يتعرّض لها الطفل في سنواته الأولى، والتي قد تؤثر على سلوكه وانتباهه كفقدان أحد الوالدين، وعدم الأمان، والحرمان، وغيرها.
وأكدت أنه يجب التنبه لهذه الأمور التي تُعيق مسار حياة الطفل، ويجب الاهتمام به لتفادي المشاكل السلوكية والنفسية.
ووصفت الوظائف التنفيذية بأنها عملية عصبية – نفسية يؤديها الدماغ على قشرة الجزء الأمامي الجبهي، وتسمح للفرد بالقيام بالأعمال الملموسة في الحاضر من أجل الحصول على منافع في المستقبل وهي التحفيز، والتركيز، والجهد، والعواطف، والذاكرة، والتنظير الذاتي.
ونوهت إلى أن هذه الوظائف تعتمد على اهتمام الوالدين والمربين بالطفل ADHD من خلال تدريبه وتعليمه ليتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي والقيام بمهامه وواجباته المدرسية.
وشرحت الاستراتيجيات الثلاث التي تساعد الطفل على تنمية مهاراته المطلوبة وتحفزه على السلوك الصحيح وهي؛ استراتيجية التدريس بالأقران، واستراتيجية التأمل والاسترخاء، واستراتيجية المراقبة الذاتية.
وتخللت الورشة بعض التمارين التي تساعد الطفل على زيادة الانتباه والتركيز، والتي تكون بمشاركة الوالدين في المنزل أو المعلم/ة في المدرسة لما لها من آثار إيجابية على المستوى التحصيلي للطالب/ة.
ونصحت “البحراني” أولياء الأمور والمربين بعرض الطفل في مراحل عمره الأولى على المختص للتعرف على مشكلته الصحية لتدارك الأمر والاهتمام به وتدريبه على المهارات، باستخدام الطرق الإبداعية والوسائل التعليمية والجدول الزمني والتقييم للمهام اليومية ومشاركته فيها لكي تعطي نجاحًا ملحوظًا.
كما نصحت المربين بالتعامل اللطيف مع أطفال ذوي التشتت وفرط الحركة، وتهيئة البيئة الصفية واستخدام التمارين التدريبية التي تساعدهم على خفض السلوكيات المزعجة أثناء تواجدهم في الفصول المدرسية.
واختتمت بقولها: “إنّ عامل التحفيز والتعزيز له آثار إيجابية كبيرة تدفع الطفل لإنجاز مهامه دون الضغط عليه حتى لا ينفر من أداء مهامه، والتركيز على السلوك الجيد وتعزيزه وتجاهل السلوك غير المرغوب فيه”.