مركز الأبحاث العلمية الشيعي  

تلعب مراكز الأبحاث العلمية دورًا كبيرًا في النهضة العلمية المعاصرة في شتى المجالات؛ وما نراه اليوم من تقدم مهول في الطب، والهندسة، والتقنيات، وغيرها ما هو إلا قبس من نور هذه الإشراقات العملاقة.

وعليه؛ فإن تأسيس (مركز الأبحاث العلمية الشيعي) تحت ظلال حماة الشريعة وورثة الأنبياء المراجع العظام وثقاتهم من الباحثين الكرام، وتنقيح التراث الإسلامي الشيعي وغربلته هي أمنية كل منصف من عشاق آل محمد يسعى للكمال والعروج.

إن روايات الآحاد، والروايات المرسلة، أو ضعيفة السند أو المتن، أو روايات التاريخ غير المسندة والمذكورة في كتب المتأخرين، وغيرها؛ والتي تحمل آراء شاذة وغريبة وغير منسجمة مع القرآن أو روايات محمد وآل محمد تكون قيد الدراسة والبحث العلمي الدقيق؛ حتى تكون سنة المصطفى وأهل بيته شمسًا تنير الوجود كله يراها الأعمى قبل البصير، وحتى نحمي هذه الرسالة من الخلل أو النقص أو الاشتباه الذي قد يستغله المتربصون.

وحبّذا لو تعدى الباحثون الروايات إلى كل متعلق بالتراث كالأدعية، والزيارات، والخطب، والشعر وغيرها.

وحبّذا لو خصصوا زاوية لعلم الرجال كما هو متبَع في دراسات جهابذة العلماء كالسيد الخوئي والشيخ عبد الله المامقاني قدس سرهما مع إضافة ما يراه المراجع المعاصرون.

وحبذا لو أفردوا زاوية من نور لدراسة صحة المراقد لأبناء المعصومين عليهم السلام وعباد الله الصالحين، المنتشرة في كل بقاع خراسان والعراق وتمتد بمرور الزمن.

التراث الشيعي هو الذهب السماوي المحمدي الذي تتمناه كل الأديان فضلًا عن كل المذاهب؛ فكيف إن كان هذا الذهب خالصًا من الشوائب – إن وجدت – ومصوغ بيد ورثة الأنبياء.

لو تسنّى للعلماء الأجلّاء القيام بهذا الدور الرسالي العظيم فسيختصرون على عامة الناس الكثير الكثير من معاناتهم واختلافاتهم ونقاشاتهم الجدلية، وسيجعلون راية آل محمد شامخة على المآذن والآفاق، وسيختصرون المسافات العلمية في الدراسات الحوزوية، وسوف يبنون مجدًا خالدًا من نور آل محمد يسابق السماء عُلوًّا ومقامًا.

كما أنه سيقدم خدمة غير محدودة للأجيال القادمة من المجتمعات البشرية والشيعية منها بشكل خاص.

بلا شك سوف تمتد شمسُ هذه الرسالة الخالدة بإذن الله للباحثين المنصفين وللمشتبهين في كل الأديان والمذاهب، فضلًا عن الملحدين والمتشتتين وسواهم.

إن هذا المقترح ينسجم مع رغبات الكثيرين من العلماء وأساتذة الحوزة العلمية، فضلًا عن الباحثين والمثقفين من عامة الناس، وكذلك المنصفين الموضوعيين؛ غير أنه لن ينسجم مع من يفسر المقترح وفق إسقاطاته الشخصية وقراءاته لنوايا الناس، ولا مع المتربصين بكل أحد يختلفون معه في بعض الرؤى أو التوجهات.



error: المحتوي محمي