إن الاتكاء على جمع الأموال ، هي ” خيشة ” مشقوقة الجوانب . يظن البعض أن المشكلة ، التي تعاني منها الأندية الرياضية ، تكمن في الجوانب المادية جملة وتفصيلاً ، وهذا خطأ فادح – بكل تواضع – ، وإن كانت المشكلة المادية ، تمثل جزءًا لا يتجزأ من ذاتية المشكلة ، التي تعاني منها أكثر الأندية إن لم تكن كلها – لا أعلم – . إن تفعيل الاستثمارات ، لأمر مهم – هذا بالضرورة بمكان – ، ولكن تظل المشكلة لها زوايا أخرى – إن تم إمعان النظر بدقة – .
إن شحذ البوصلة باتجاه ، تحقيق الإنجازات الآنية ، تعد مشكلة – عويصة – ، كمشكلة البحث عن ” عجينة السمبوسة ” ، في وقت لا يتسع الحصول عليها ، خصوصًا لدى عشاقها ، بتواجدها على مائدة شهر رمضان المبارك ، لتبدأ العمليات البحثية ، مع الاضطراب والقلق . ثمة خيارات أخرى ، يتقنها رواد ” الطبخ ” . إن بعض الأسر ، كانت تعاني فعليًا من الحالة المادية ، في حين أنها تمتلك الأنامل الإبداعية في دهاليز ” مطبخها ” ، لهذا أدارت بوصلة ” أدمغتها ” ، ناحية الاستفادة استثماريًا ، لتأتي في اتجاه ما يسمى الأسر المنتجة . لذا تراها سعت جاهدة في إيجاد خيارات لها ، في حل مشكلتها المادية من جهة ، ومن جهة أخرى ، الاستفادة من إمكانياتها في إعداد الوجبات .
إن الأسر المنتجة ، جاءت بمثابة مثال ، حيث أن الحياة بمجملها ، تحتضن الكثير من الأمثلة ، لكنها تحتاج إلى عقلية ، تبصر لتتعلم ، تمعن تفكيرًا لتستفيد ، تأخذ من أفكار الآخرين ، زادًا يقيها حرارة الشمس ولظاها ، لتنعم بالارتواء . إن الاستثمار ، لا يقتصر فقط على الجوانب المادية ، فإن الاستثمار المادي ، له أهله ، الذين يتقنون فنونه و ” غمازاته ” ، ما نريده ، هو استثمار الأفكار – العقول – . لذا – على سبيل المثال لا الحصر – ، حين تكون لنادي رياضي مشكلة مادية ، أليس هناك فسحة من مجال ، أن تهب إدارته ، لزيارة بعض إدارات الأندية ، وعرض مشكلتها عليها ، لتستفيد من تجاربها ، أو على أقل تقدير الاستفادة من الأفكار ، التي ستدلي بها هذه الأندية ، لربما تكون ذو فائدة . إن الأفكار ، كنز ثمين ، لكل العاملين في المضمار الرياضي وسواه .
وعطفًا ، كذلك ينبغي الانتباه فعليًا ، لما تحتويه هذه الأندية الرياضية من إمكانيات ، قد تكون غائبة عن رؤاها ، تجاهلاً أو قصورًا ذهنيًا . تنحى بعض الأندية في المواسم ، كموسم شهر رمضان المبارك أو الإجازة الصيفية إلى إقامت دورات ، لبعض ألعابها برسوم مادية معينة ، لتستفيد من جهتين ، الجهة الأولى ، تكمن في الجانب المادي ، كاستثمار مادي ، ومن جهة أخرى ، فإنها تستفيد ميدانيًا في اختيار الأفراد المميزين في الدورات ، سعيًا في ضمها إلى النادي . هنا ومما لا يدع مجالاً من الشك في ما سبق ذكره ، أن هناك خيارات كثيرة ، تمكن الأندية الرياضية من حل ما تعانيه ، وإن لم يكن حلاً جذريًا لها ، فإن سيقلل من نسبية السلبية في المشكلة ، بدلاً أن تكون بنسبة عالية ، حقًا ستنخفض .
إن تمحور الذهنية ، في تحقق نتائج مرضية أو إنجازات نوعية ، دون الاهتمام بالبنية التحتية ، وتهيئة ما تحتاجه الألعاب من أدوات ، وما يتعلق بها ، موجهة جل اهتمامها في تعاقدات مع لاعبين أكفاء أو مدربين ، بعيدًا عن الاهتمام بالبيئة الحاضنة ، لن يستدعي سوى ترفًا رياضيًا ، وإن جاءت اللحظات إنجازًا ، فإنه سيكون مؤقتًا ، وهذا لا يقلل من أهمية التعاقدات مع لاعبين أو مدربين – كي لا يساء الفهم جدلاً – . إن التخطيط الإداري الحقيقي لا يكون في إحراز النتائج المؤقته ، بقدر أن يكون التخطيط في خلق بيئة حاضنة ، التي تجعل من الإنتاج – الإنجازات – ، معادلة منطقية ك 1 + 1 = 2 ، ينتظرها التوفيق . أديروا البوصلة. ناحية خيارات منطقية ، لحل مشكلات الأندية ، تباعًا بتهيئة الأرضية الصالحة ، لتنجزوا حقًا .