نعم.. إن الخطوة الأولى في كل أمرٍ هي الأهم.. إنها خطوة الجسارة والمبادرة والإرادة.. هي التي تسافر بك وبعد اتخاذ القرار نحو الطموح نحو التأسيس نحو الأمل والعمل والنجاح والهدف.
الخطوة الأولى هي الأهم في دروب الحياة وعلى اختلافها دنيوية وأخروية.. دراسية وعملية وأسرية وأخر كثيرة، مِلاكاتية وخدماتية وثقافية ورياضية وغيرها الكثير.. حتى في القراءة والكتابة “قصيدة.. رواية.. مقالًا.. أو حتى خطابًا، ونحوه فإن الخطوة الأولى هي الأهم.
الخطوة الأولى حتى في التوجه إلى الله هي الأهم في الواجب والمستحب.. علينا أن نعرف كيف نتقنها ونخطوها لننغمس فيما بعدها تفاعلًا وانفعالًا وارتقاء.
الأفكار موجودة ومختمرة وكذلك جدواها. والثقة مشرئبة والعزيمة متقدة ولكن كيف نخطو الخطوة الأولى عند الانطلاق؟ هنا الأهم.. بين الصعوبة والسهولة، فربما ننطلق ونحلق ونرى الضوء أمامنا والنجاح ينتظرنا، وربما نتعثر ونفشل ونصاب بالخيبة والإحباط.
في الحالتين علينا الاستمرار.. كيف؟
ففي الأولى علينا الحذر عند الانطلاق، والاعتناء والمتابعة الدقيقة والخوف من التراجع، ولنصل لخط النهاية وتحقيق الهدف بسلام.
وفي الثانية وهو الفشل وهو الأهم علينا ألا نيأس بل المطلوب هو الوثوب والصحوة وأن ننفض غبار اليأس والإحباط ونجعل من الفشل دافعًا يدفعنا للأمام لتحقيق الهدف وأن تكون كل خطوة فاشلة هي انطلاقة للأمام وليس تراجعًا للوراء.
الخطوة الأولى وعلى صعوبتها تمثل الانطلاقة الحقيقية للأمل وهو المركب الآمن الذي لابد أن يوصل إلى الغاية وهي النهاية المرسومة.
الشرط الوحيد هو أن يسبق ذلك دراسة وافية وتخطيط متقن، وأن تكون الأدوات متوفرة، وأن نملك القدرة والثقة والإمكانية وأن نتسلح بالخبرة والتمرس لتحقيق ما نصبو إليه وألا ننسى طلب التوفيق من الله تعالى أولًا وأخيرًا.
الخطوة الأولى هي الأهم في كل مشروع، وإن كنا نجحنا في مثيلاتها، فلا يعني ذلك أن نركن لنجاح سابق ونغمض أعيننا مطمئنين فربما ننزلق ونقع ويتعذر علينا الوقوف من جديد.
المسؤولية تزداد مع كل نجاح وهي تتطلب نجاحًا تلو آخر وبشكل مختلف وأكثر أبداعًا ولفتًا، وربما أكثر تكلفة وجهدًا، فالأهداف لا تنتهي. المهم هو تتابع النجاحات والتي لا تأتي سوى بخطى الثقة المتتالية، وتحقيق الأهداف تلو الأهداف دون توقف أو تراجع.