في تنمية الأوجام.. بتدوين السلبيات على ورقة ثم تمزيقها.. الحمود يحرر متدربيه من التجارب القاسية

سجل أكثر من 500 متدرب ومتدربة السلبيات التي واجهوها وما مروا به من تجارب قاسية ما زالوا يتذكرونها وسببت لهم الآلام، ويريدون التخلص منها، ثم قاموا بتمزيقها وتقطيعها وملاحظة الشعور الذي شعروا به.
جاء ذلك بصحبة المدرب فؤاد الحمود، خلال المحاضرة التي نظمتها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في الأوجام تحت عنوان “إدارة التغيير”، يوم الثلاثاء 31 أغسطس 2021، عبر منصة “زووم” الافتراضية.
ولفت المدرب الحمود إلى أن هذا التدريب يُساعد على التحرر من بعض السلبيات والقيود وترسيخ فكرة ما ذهب لن يعود والنظر إلى الخلف على أنه قيد يمنع التطور والتركيز على المستقبل، منوهاً بأن إدارة التغيير يُقصد بها التحرك من الوضع الحالي الذي نعيشه إلى وضع جديد أكثر كفاءة وفاعلية، والتحول لمواجهة الحالة الجديدة وإعادة ترتيب الأمور الداخلية والخارجية لإحداث تغيير إيجابي وتفادي السلبي.
وأكد أن الإنسان محور الوجود استناداً إلى قول الإمام علي “عليه السلام”:
وتحسب أنك جرمٌ صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
داؤك منك وما تصبر
دواؤك فيك وما تشعر
وقال: “منذ انعقاد النطفة حتى الوفاة سيبقى الإنسان يطور من نفسه، حيث إن تطوير الذات يحتاج لقرار من الشخص نفسه، وعند إدراك أهمية الحياة فعلى الإنسان استغلالها على أكمل وجه لصالحه والعمل على بذل المزيد من الجهد”، مضيفًا: “القول ليس كافياً فحين تعتزم افعل فوراً واسع خلف هدفك دون يأس أو استسلام”.
وواصل: “يبدأ تطوير الذات برسم خطة، وتحديد ما تريد أن تنميه في نفسك، كما أكده الفيلسوف  “أفلاطون” فإن إدارة الشخص وتربيته لنفسه لها وقعها في النفس أكثر بكثير من تربية الآخرين له، مع ضرورة تحديد الأولويات ورصد نقاط الضعف والعمل على تقويتها؛ فإن كان ضعيفاً في الإلقاء يأخذ دورة في هذا المجال أو يتمرن  على التكلم بصوت عال في غرفة مغلقة، ويجعل نفسه تتحدث بصوت مسموع ويراقبها، وإن أخطأ كرر المحاولة، إضافةً لتعلم واكتشاف أشياء جديدة، ويتعلم كيفية التعامل مع الناس وكيف يجذبهم إليه وكيفية التعامل مع الجميع”.
وأوضح أن الاختلاط يكسب الشخص مهارات الإدارة والقيادة والاختلاط بمؤسسات المجتمع المحلي  وممارسة الرياضة وعدم التغافل عن الصلاة والعبادات والذكر اليومي والمحافظة عليها، سر الحياة، وترك النفس مع الطبيعة والتأمل في خلق الله.
وشارك الحمود الحضور بتمرين لتغيير نمط الحياة بإحضار ورقة وقلم وكتابة كل شخص  ما يريده وما لا يريده، متناولاً بعض الإرشادات التي تساعد على التغيير الإيجابي.
وناقش فكرة رفض الأشياء السلبية، ولماذا ترفض ولا تفكر فيها، وقال: “لأننا ببساطة لن نستطيع ألا نفكر في الأشياء السلبية فورًا، فالوعي امتلأ بالسلبيات ولسنوات عديدة، والحل الأمثل أن نرفض الفكرة السلبية ويأتي دور الإحلال بفكرة إيجابية لأن العقل في العادة لا يفكر في أمرين في آن واحد، إذاً العملية ليست سهلة وناجحة من أول مرة لذا كن عنيداً”.
وأشار إلى أنه خلال 66 يومًا يمكن أن تفكر فيما تريد على الأقل وكيف ستحققه  لتغيير أي سلوك وتحقيق النجاح.
وتطرق إلى معوقات التغيير قائلاً: “الخوف من الجديد يمثل أهم معوقات التغيير والإيحاءات السلبية وعدم وجود أهداف واضحة ورسائل يسير عليها الإنسان والشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس وإرضاء الآخرين على حساب النفس والأحكام المسبقة على الطرق المبتكرة الجديدة”.
واختتم الحمود اللقاء بتوجيه عدة نصائح قائلاً: “أدرك قيمة الحلم الذي بداخلك وقم واعمل على تحقيقه لتناله وينير عالمك هو مفتاح النجاح، ويجب أن تركز فكرياً ووعياً على الأشياء التي تتمناها لا على الأمور التي تخشاها”.


error: المحتوي محمي