على صفيح ساخن

نشد على أيدي المعلمين والمعلمات ونقف معهم في مختلف المراحل التعليمية وهم يؤدون رسالتهم التعليمية هذا العام بشكل مختلف يحتم عليهم القيام بمهام عدة وفي وقت واحد منها الجمع بين التدريس الحضوري والافتراضي “عن بعد”، وهو ما يتطلب منهم الاحتراز الشخصي وهم يطوفون بين الصفوف لتقديم موادهم التعليمية، وكذلك مراقبة وتوجيه الطلبة بالحسنى واللين والحكمة وهو دور يتشاركون فيه مع الأهالي مشكورين رغم مهامهم الأخرى.

كان الله في عونهم وعون الطلبة والكمامات تطبق على أنوفهم وأفواههم لمدة لا تقل عن خمس ساعات تتخللها فترة استراحة قصيرة جداً يلتزم فيها أكثر الطلبة بالبقاء في مقاعدهم وفترة صلاة تصادف الصفوف العليا فقط يفضل الغالبية من طلبتها أن يقضوها في البيوت خوف العدوى لا سمح الله، كما أن الغالبية تتفادى أيضاً الذهاب لدورات المياه خشية ذلك أيضاً.

إننا فعلاً نحيي المعلمين والمعلمات والذين يخوضون تجربة فريدة من نوعها مع فئات سنية يصعب السيطرة عليها، هذه التجربة لا تقل عن الطواقم الطبية أهمية وخطورة، كما أن الطلبة أيضاً في وضع حساس يلزم منهم مضاعفة الحيطة والحذر خوف الإصابة وهم الأمر غير المؤكد بحكم الأعمار كما ذكرنا، ولا ننسى وضع أهاليهم في البيوت ومدى القلق الذي ينتابهم والخوف الذي يكونون عليه خلال أوقاتهم وهم يراقبون ويرتقبون ما لا يتمنون حدوثه لأبنائهم ولا لأحد من الطلبة والطالبات.

نحتاج وقتاً كافياً حتى نعتاد على الوضع وحتى يأتي ذلك الوقت سوف نعيش صراعاً داخلياً مرهقاً من جانب، وربما عدم اكتراث من البعض من جانب الآخر لا سمح الله وهو ما سيزيد الوضع حرجاً.

الدراسة حضورياً هي الخيار الأفضل ولكنها الأقرب خطورة، والدراسة عن بعد هي الخيار الأقل خطورة ولكنه الأقل تحصيلاً للطلبة والطالبات، وحتى تستقر الأوضاع وتتضح الصورة سوف نكون على صفيح ساخن وهذه هي الحقيقة، وليس أمامنا سوى التعاون مع المدارس والمدرسين والمدرسات ونحن نواجه هذا الوضع الجديد متمنين أن لا يحدث ما لا يحمد عقباه، ونعض أصابع الندم، والله المستعان.



error: المحتوي محمي