سافر 7 من الشُعراء إلى كربلاء الحُسين “ع”، بأبجدياتهم في الأمسية، التي أقامها مُنتدى سدرة الثَّقافي بالقُديح، تحت عنوان: “همس السَّماء”، وهُم: الشَّاعر عبدالمنعم الحليلي، ومُرتضى الخُويلدي، ومسلم القاسم، وعلي العوازم، وأحمد آل سيف، وحُسين الزَّين، ومُصطفى القاسم، بتقديم الأستاذ ماجد اللوي على برنامج الزُّووم، مساء الخميس 26 أغسطس 2021.
وذكر اللويف أنَّه في حضرة الشّعر، تصمت الكلمات، وفي حضرة الشَّاعر يتوارى النَّثر والنَّاثر، ونحن في حضرة شعر نابت من الأرض ومُزهر في القُلوب، وقد امتزجت بدموع الباكين على سيد الشهداء “ع”.
وصور الشَّاعر مسلم القاسم اللحظات الأليمة إلى السَّيدة زينب “ع”، بعد ذبح الحُسين “ع”، مُجسّدًا الضَّياع المكاني، الذي كان بعد الفقد، لتُجهد من هُنا بحثًا عن اليتامى، وهُناك الأسى في ذاتها، ووقع السياط عليها، وما تُثيره الخيول من الرُّعب في حركتها، لتُضيق عليها، يقُول:
لَمْ تَنَم سَاعَةً بِهَا الفَقدُ تَاهَا
لَمْ تَجِد مَخرَجَاً لِيَحكِي أَسَاهَا
وَالمُلِمَّاتُ أَجهَدَتهَا كَثِيرَاً
لَـٰكِن السَّوطُ في الحَنَايَا خَفَاهَا
مِنْ رُؤَى الذَّبحِ أَسفَرَت عَن وُجُوهٍ
حَالِكَاتِ الرُّوَى وَقد جَفَّ مَاهَا
أَشعَلَ القَومُ خِدرَهَا أَينَ تَؤِي
رَكضَةُ الخَيلِ أَربَكَتهَا اتِّجَاهَا
وعرَّج الشَّاعر أحمد رسول آل سيف عن تجمع الجيش إلى مُارة الإمام الحُسين “ع”، مُؤكدًا أنَّهم لم يروا فيه انهزامًا، أو فرارًا، ليُخضب شيبتيه بدماء النَّصر، وقال:
خَنقَ العَساكِرُ قَبلَ وَقتِك رَوعَتَك
واستَهدَفُوا بشَبا الخَناجِرِ شَمعتَك
قَاتلتَ حَتّى لَم يَروا فِيكَ انهِزاماً
أو فِرَاراً، كُنتَ تَعبُر خُطّتَك
وتحدَّث الشَّاعر مصطفى القاسم عن الصَّبر، الذي أصبح رمزًا زينبيًا، وبوصلة إلى الإنسان، مُبينًا أنَّها في كربلاء، كانت الصَّبر الجميل، يقُول:
فَتَجَلَّدَتْ بِنتُ الوَصيِّ بِصَبـرِهَا
فَهِيَ الكَفِيلَـةُ إنْ سَرَتْ أقوَامُها
عِندَ الخِيَامِ بَدَت تُنَاظِرُ لِلوَغَى
تَبكي وَتَنظُـرُ قـَد أُبِيـدَ نِظَامُها
وَتُشَاهـِدُ الأبطَالَ تَهـوي لِلثَّـرَى
بَعـدَ المَـمَـاتِ تَبَـدَّدَتْ أحلامُها
ونوه الشَّاعر مُرتضى الخُويلدي بأنَّ الحُسين “ع” خالد في الأجيال، بكونه الحياة، ولا يُمكن أن يغيب، فالماء، الذي يدل على الحياة، مسكُوب فيه وكتب:
كيف أُلغى
والخلدُ لا يتخطاني
وماء الحياة فيّ سكيبُ
لست أُلغى
واللانهايات تمتدّ
بجلدي وتستطيل الدروب
وتطرق الشَّاعر حسين إبراهيم الزين إلى موقف القاسم بن الحسن “ع”، يُبزغ ما يلج في ذاته وعقله، ليُخبره عن تساؤلات، تستنزف مشاعره، وتستفيق ما بين عينيه وذاكرته، مُبينًا حقيقة المتسربل باليقين من المُرجف، يقُول:
حافٍ قصدتُكَ عندي نزفُ أسئلةٍ
هلْ شِسعُ نَعليكَ منهُ الجيشُ قدْ رَجَفا؟
مسافةٌ تنطوي نحوَ الجنانِ إذا
صوتُ الحسينِ “ألا منْ ناصرٍ” هَتَفا
وتحدَّث الشَّاعر علي العوازم عن الحنين إلى النَّبضات، وارتعاشته كُلما حلَّ شهر محرم، وانسابت على دقائقه كربلاء، مؤكدًا أنَّ الحُسين “ع”، يُمثل صوت الحقيقة.
بـ اسمِ الحنينِ وأدمعٍ لكَ نازفَهْ
وأسىً يفيضُ بحمحماتٍ خائفَهْ
وعلى امتدادِ الحزنِ في نبضاتِنا
ثارتْ على مرأى (الهلالِ) العاصفَهْ
فاسمعْ نداءَ الـ(يا حسين) فإنَّهُ
صوتُ الحقيقةِ في حياةٍ زائفَهْ