لم يتبادر إلى أسماعنا ولا نمى إلى علمنا أي معلومة شخصية عنه قبل أن تخط قدماه مسجد الأمام الحسين عليه السلام بصفوى في انطلاقته الأولى عام 1436هـ.
بالطرح المنبري الهادف المميز وضع بصمته واضحة للجميع منذ السنة الأولى.
حرصت طيلة السنوات الماضية كل الحرص حضور مجلسه الحسيني بالخصوص رغم تشبع الساحة الحسينية بالكثير من الخطباء المميزين. للملكة, وللتميّز في الطرح المنبري ونوعية البحث والتحقيق العلمي لم أفوت مجلسه إلا سنة واحدة مضطرا مجبرا بسبب مرافقتي ابنتي دراستها في أمريكا.
سماحة الشيخ زهير الدرورة , أحد أعلام المنبر الحسيني , يتميز طرحه المنبري بالشمولية من أوسع أبوابها. الشمولية التي أعنيها والتي أبحث عنها ترتكز على أربعة ركائز.
الركيزة الأولى: الأخلاص
المنبر أمانة في عنق كل من يرتقيه, ولن أتحدث عن التحضير المسبق, فتلك واحدة من أساسيات الخطابة المنبرية, لكن الحديث هو عن أمانة الطرح. فسماحته لا يطرح موضوعا دون أن يكون له الألمام التام به وبخباياه وخفاياه بالبحث الموضوعي الشامل على أقل تقدير. وهنا حتى لا يلتبس على البعض فهم كلامي أدعائي بأن كل ما يقوله الشيخ مجمع على صحته عند أهل الأختصاص, فهناك من يتفق ومن يختلف مع الشيخ, لكن يظل تصنيفه للجهد المميز
باحثا مترويا معززا حديثه بالصحيح المثبت عن الحق والحقيقة ما يجعله ثابت القدم لكل ما يقدم.
إضافة للأمانة أيضا, سعيه الحثيث تقديم ما فيه لله رضى ولحضور المجلس من أجر وثواب, لأنه يرى أن من يحضر منبره هم أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله ما يلزمه تقديم المميز الأفضل.
الركيزة الثانية: التوفيق
العلاقة الروحية الأخلاقية والتي هي سمة من سمات سماحة الشيخ لقدسية المنبر واحترامه, فلم نستغرب تلك العلاقة من قبيل تقبيله للمنبر وتمتمته ببضع كلمات, فيها الكثير من دلالات توفيقه حفظه الله. يشهد على ذلك , الزخم الحضوري المتميز عاما بعد عام , مختلفا عن السنة الأولى التي بدأ بها في الساحة الصفوانية.
الركيزة الثالثة: التولي والتبري
إضافة للعلاقة الروحية الولائية التي يتميز بها سماحة الشيخ , يعرفه من يعرفه عن قرب وعن بعد, إلتصاقه بأهل البيت عليهم السلام بعلقة من الحب الولائي اللامتناهي الذي يفوق كل تصور, أقولها عن يقين لما نلمسه من تصرف ومن قول ومن فعل , ولما يحاكيه من أخلاقيات. كل ذلك ترجمة واضحة للتولي بأهل البيت عليهم السلام والتبري من ظالميهم إلى يوم الدين.
الركيزة الرابعة: إمام الزمان
الارتباط الوثيق بصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف, ارتباط رآه وسمعه كل من جلس تحت منبره واضحا جليا, فهو لا ينفك من الدعاء له نهاية كل مجلس.
وهو ارتباط حسب اطلاعي القاصر اتصال فريد يتصف به سماحة الشيخ , بل سمة من سمات علقته الروحية بأهل البيت جميعا , وبالأمام الحجة عجل الله فرجه على وجه الخصوص , واحدة من أسباب التوفيق. أفردتها منفصلة عن نقطة التوفيق في البداية لأهميتها , مستقلة بذاتها في خصوصية الارتباط بالأمام الحجة عليه السلام.
دعوة وتنبيه:
ساحتنا الدينية الولائية مليئة بجمع من شيوخنا الفضلاء ممن يثرون الساحة الدينية بعطائهم المميز, ولن أذكر أسماء خشية نسيان أو تجاهل أمثالهم حفظهم الله, لكنني من واقع تجربتي , ولما لامس عقولنا وقلوبنا من جميل العطاء مما قدمه سماحة الشيخ الجليل زهير الدرورة , أدعو جميع الموالين لمحمد وآل بيت محمد صلى الله عليه وآله والمتبرئين من أعدائهم , الاستماع لمحاضرات سماحة الشيخ والألتفاف حوله وحول جميع المشايخ الفضلاء وأنبه نفسي أولا, وأخوتي وأخواتي المؤمنين أن لا يكون مثل هؤلاء الأعلام وأمثالهم غرباء بيننا وفي مجتمعنا.
وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى ولا حرمنا الله من فيض علومهم وصالح دعواتهم, إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
ملاحظة مهمة : السيرة الذاتية والعلمية لسماحة الشيخ من الجميل الاطلاع عليها للتعرف عن قرب من هذه القامة العلمية المنبرية (هنا) ..