من حلة محيش.. الشَّاعر المادح يعقد قرانه بـ «عشتانوف» في «بسطة حسن»

دشنَّ الشَّاعر علي مهدي المادح، ثاني إصداراته “عشتانوف”، الذي ولد من رحم العشق، ليُولد عاشقًا، يخُطه من خلال رؤيته الفنية، تُؤطرها أحرفه، مساء السبت في كورنيش القطيف بالقُرب من مُجسم “أنا أحب القطيف”، وبين أبجدية “بسطة حسن”، التي كانت تحتضن فعالية بعنوان “خُذ كتابًا وادفع ما تُريد”، القائم عليها حسن حمادة بزيارة أكثر من ٢٠٠ زائر.

الحقيقة والإنسانية
وبيَّن “المادح” أنَّ “عشتانوف” هو عناق الشَّك واليقين، حيث يحدث هذا بين التَّأمل والتَّساؤل والتَّقرير ضمن ٢٧٥ رُباعية.

وقال إنَّ القصة مُعبرة جدًا وإنسانية جدًا، تعبر من أنسنة الأسطورة إلى أسطرة الأنسنة، وليس ثمَّة إثارة أن تجد ضالتك، التي تبحث عنها، ثّمَّ تقوم بتكرار الذَّنب الأول، الذي اقترفه أبونا آدم، فتأكل من الشَّجرة، لتستحق الطَّرد، فتهبط من أعلى، فتجد الحياة على حقيقتها.

وتابع: “ثُمَّ تجد ضالتك مرة أخرى، لتتعلم منها التَّسامح والصَّفح والعفو، فتُدرك حينها نعمة الإنسانية العظيمة، لتجعل هذه التَّجربة قصة خالدة لا تمحوها الأيام والدُّهور، يقرأها النَّاس كُلٌّ بما يسعه الفهم، وما يتمتع به من تجربة، اكتسبها من سنينه في الحياة”.

وأضاف: “هكذا وجدت “عشتانوف”، وهكذا فعلت بها، وهكذا فعلت بي”.

ألوان الأبجدية
وذكر “المادح” لـ «القطيف اليوم»، أنَّ لديه إصدارًا واحدًا مطبوعًا عام ٢٠٠٧م في بيروت، يحمل عنوان “ومن الحُب ما أحيا”، وهو عبارة عن باقة شعرية مُنوعة بين العمودي والتَّفعيلة.

ونوه إلى أنَّ ثمَّة إصدارات جديدة ستصدر قريبًا، ألوانها مُتغايرة، لتتنوع زاوية فكرتها وموضوعها، وهي: ديوان مديح ورثاء في النبي الأكرم محمد “ص”، وأهل بيته الكرام، والذي سيصدر قريبًا جدًا عن دار “دراية” بالقطيف، وتجربة نثرية شعرية، بعنوان “نُون والوجع” الذي يناقش الدَّوافع النَّفسية البَّشرية، ويُحاول فهم العُقد المُتلازمة والمشاكل المُتوارثة من زاوية أدبية درامية، وهو مُترجم للغة الفرنسية، ويصدر عن دار “ريادة” بجدة، وديوان “مدينة العشق” الذي يُحاول فهم دوافع الحُّب، وترجمة أحاسيس العُشاق، ويبحث في ما وراء الحُّب والعشق في قصائد مطولة.

وعن اختياره “بسطة حسن” لتكُون الفُسحة التي تحتضن تدشين “عشتانوف”، يُجيب “المادح” بأن “بسطة حسن هي المكان المُناسب لأي شخص يُريد أن ينطلق، وقد وجدته خير مُعين، وأنصح الجميع بدعم هذا الرَّجل الفريد”.

إليكم..
ووجه “المادح” كلمة إلى “عشتانوف”، وقال: “هل أنتِ راضية الآن، لقد ولدتك الكلمات من رحم الفَّن والجمال وحملتك أجنحة الدَّهشة، وأصبحت حقيقة في عالم الوجدان”.

فيما قال للقارئ، الذي يبحث عنه وعن مشاربه: “إنني بين يديك نصًا مفتوحًا، دعني أغرد في هذا العالم الجميل، ولا تقحمني في صندوق ضيّق”.

وإلى الشُّعراء، حمل بين جناحيه تجربته، ليُهديهم تفاصيلها في بضع كلمات، يقُول: “كانت تُحيطني صُعوبات كثيرة جدًا، لكن مُنطلق تلك الصُّعوبات في عقليتي، وضمن أفكاري، فلما تحررت من هذه القيود الفكرية استطعت أن أجد حُلولًا لكُلّ الصُّعوبات”.

وبيَّن أنَّ الطّباعة والنَّشر، هي أهم ما يُواجه المُؤلف أو الكاتب، ولكنَّ الحقيقة أنَّ الصُّعوبة تأتي في تفاعل التَّجربة مع تجارب الآخرين وانعكاسها على الكاتب ذاته.

ودعا الشَّاعر المنحدر من بلدة حلة محيش إلى أن يجتهد في النَّص، بعيدًا عن نوعية المُتلقي، وقال: “يجب عليك أيُّها الشَّاعر أن تُلغي فكرة أن يكون لديك جمهور، فجمهورك، هم المُفردة والخيال والمجاز والرؤية الشَّعرية”.

واختتم حديثه بلغة التبيان، مُطمئنًا الشَّاعر بأن لا يقلق فسوف يجد هذا النَّص طريقًا للمُتلقي، وأهم ما يجب عليه أن يفعله أن يختم تجربته بطباعتها، لافتًا إلى نصيحة احتضنتها أذنيه وعقله من السَّيد عباس الشَّبركة، صاحب دار “دراية” لكُلّ مؤلف، حيث يقُول: “اطبع ما كتبت، وإن لم تستطع عبر المطبعة ودار النَّشر، فاطبعها في المكتبة، كملزمة في عدة نسخ، كي لا يضيع هذا الجُهد، كما هو حال الكثير من المُبدعين، الذين ضاعت جُهودهم بسبب عدم الاهتمام بالتَّوثيق والطباعة”.




error: المحتوي محمي