يبدو أن مبايعة الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد، لم تكن حدثاً تاريخياً وطنياً في مسيرة المملكة العربية السعودية وحسب، ولكنها “مباركة شعبية” احتفل بها كل السعوديين بمختلف شرائحهم ومستوياتهم، في أجواء رائعة يغمرها التفاؤل والأمل والثقة بمستقبل هذا الوطن الذي يستحق المجد.
فمنذ أن اضطلع الأمير الشاب بمسؤولياته المتعددة والجسيمة منذ عدة سنوات، وهو يُسجل حضوراً لافتاً في واقع التنمية الوطنية، ولعل “رؤية السعودية 2030” التي أعلن عنها في 25 أبريل 2016، كانت ومازالت تحدياً وطنياً ملهماً لهذا الشاب القيادي الطموح الذي يملك رغبة كبيرة وكفاءة عالية لتحقيق أحلام وتطلعات المجتمع السعودي. تلك الرؤية الطموحة التي بدأت تتجسد واقعاً ملموساً بالكثير من الخطوات والمبادرات والمشاريع الوطنية الرائعة،الاقتصادية والتنموية والاجتماعية،وعبر شراكات ممتدة بين شرق العالم وغربه.
محمد بن سلمان، هو بلا شك رجل المرحلة الاستثنائية وعرّاب الرؤية الوطنية ورمز التحول الوطني الكبير ومهندس التحالفات الدولية والإقليمية، وهو قبل كل ذلك، الشاب القيادي المتوثب الذي يعمل بنشاط وحماس وطموح من أجل تصويب عجلة التنمية الوطنية باتجاه التقدم والازدهار، والانتقال بهذا الوطن العزيز إلى مصاف الدول المتقدمة.
في وطن شاب، يُشكّل الجيل الشاب فيه أكثر من 70٪ من تعداد سكانه، يُمثل هذا “التحول الكبير” في صناعة الحكم الوطني، خطوة مهمة وتوجه ذكي في مسيرة الوطن.
كثيرة هي المبادرات والأولويات والممارسات الرائعة التي بشّر بها هذا “القائد الشاب”، ولعل أهمها الالتقاء المباشر والعفوي بالنخب والمثقفين والكتاب والإعلاميين والمتخصصين، خاصة الشباب الذين يتسلحون بالعلم والمعرفة والتقنية والطموح والجرأة، كذلك أظهر الأمير الشاب بساطة وتلقائية وتجاوب سريع مع الكثير من الأفكار والمبادرات المجتمعية، كما تعامل بواقعية وشفافية ووضوح مع وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، وكان يملك إجابات وتحليلات دقيقة تضمنت خارطة طريق للكثير من الملفات والتحديات. محمد بن سلمان، شخصية كاريزمية استثنائية، تستحق الفخر والإعجاب.
لكل الأمم والشعوب والمجتمعات، عرّابون ملهمون يصنعون التاريخ والحضارة، ويبدو أن قدر هذا الأمير الشاب بما يملك من ذكاء وجرأة وطموح، هو صناعة المجد لوطن يستحق أن يسكن سقف المجد.
الملفات الحساسة والعالقة، الداخلية والخارجية، كثيرة وكبيرة، وتحتاج إلى الحكمة والمبادرة لحلها، كما تحتاج إلى همة عالية ورؤية حديثة لإنجازها، وأنت بلا شك أيها الأمير، تملك الرغبة والقدرة والكفاءة للقيام بكل ذلك، معتمداً على توفيق من الله وبما تملك من بصيرة وطموح وإصرار ومستنداً لكوادر وطاقات وطنية خلاّقة.
لا أريد أن أختم مقالي هذا دون أن أمارس بعض النصح، فهي كما تعرف -أيها الأمير الشاب- عادة عربية متجذرة في الفكر والمزاج:
البيروقراطية المترهلة في كل تفاصيل حياتنا أيها الأمير، آن لها أن تتحول إلى خطوات وآليات وقرارات سريعة وواضحة ومحددة، ليهنئ المواطن بحياة كريمة. الشباب، وأنت أمير الشباب، بحاجة ماسة لأن يُشارك في صناعة وطنه الذي يعشقه حدّ الجنون وعلى استعداد للتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس. المواطن البسيط الذي لا يملك غير عشقه وإخلاصه لوطنه، يجب أن يكون في صدارة سلم أولويات “النهضة الوطنية”، كما أكدت ذلك في كل خطاباتك ولقاءاتك. جبهتنا الداخلية، هي سر قوتنا وقيمتنا، فكلما كانت متماسكة ومتناغمة، كانت الضمانة لوحدتنا ووجودنا، فليكن هذا الوطن العزيز خيمة حامية وسماء حانية لكل أطياف ومكونات الوطن بلا استثناء، بلا فوارق مذهبية أو قبلية أو فئوية، فكم هو رائع هذا الوطن الكبير بتنوعنا وتعددنا.
محمد بن سلمان.. وأنت تحظى بكل هذا الحب والثقة والدعم من كل مكونات وتعبيرات الوطن، ليكن طموحك وطموحنا هو عنان السماء.