الموت يخطف عميد أسرة آل مرار  

لا شك ولا ريب أن ذكرى الموت شيء مخيف ورهيب للغاية، ونحن في كل يوم نسمع بأن الموت خطف لنا صديقاً أو عزيزاً أو أخاً أو وحبيباً أو مؤمناً، فعلينا أن ننتظر الموت في كل لحظة وساعة، ونتهيأ للموت، ونتذكره فالحقيقة أو بالأحرى كثرة ذكر الموت وانتهاء الحياة للإنسان فكرة مترسخة واصلة إلى عقله الباطن، وبالتالي فإن سلوكه سيتغير وسيكون من حيث لا يعي ظاهراً على منوال هذه العقيدة أي عقيدة محمد وآل محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام.

وبالتالي سيجد من فوره حالته للأفضل وسيتخلص من الشهوات ومن الأنانية الرهيبة، سيكون مستعداً للتضحية في سبيل دينه وإمامه، سيرى المصائب التي تصادفه أقل تأثيراً، وسيسلك فيها وفي غيرها سلوكاً أقرب إلى الرزانة والحكمة، بل إن الحكمة ستفتح أبوابها أمامه، لأنه بدأ ينظر إلى مدى أبعد وأشمل وأنفع، وهذا هو عين الحكمة.

أما العكس هو إهمال كثرة ذكر الموت، حتى وإن ذكره مراراً فإن النتيجة اقتراب أكثر إلى الدنيا، وممارسة أكثر للشهوات، فتكون قسوة أشد في القلب وانطفاء لروح التضحية التي هي أساس الإيمان، إذن نستخلص من هذا أن كثرة ذكر الموت باب لخير الدنيا والآخرة.

وهناك فائدة مهمة للغاية لكثرة ذكر الموت وهي أن الذاكر للموت سيهون عليه الموت، لأن أصعب ما في الموت هو مواجهة العالم الجديد برهبته وعظمته، ولا يخلص الإنسان من هذه الرهبة إلا كثرة ذكر الموت مع الإيمان طبعاً، إذاً أفضل العبادة وأفضل التفكير هو ذكر الموت، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة.

وسئل الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ قال: “أكثرهم ذكراً للموت”، إذن أقصى ما يخاف منه الإنسان في الحياة هو الموت، والموت حق ولكن الخوف له ما يبرره عند بعض الناس، ولا مبرر له عند آخرين وهم المؤمنون، أما من لم يؤمن بالله وقدره ويرى أن الحياة الدنيا هي الغاية فبالتأكيد سيخاف جداً من الموت، لأنه يعني بالنسبة له انتهاء حياته وكيانه بالكامل.

أما المؤمنون بالله فهم درجات فمنهم هذا المؤمن الخلوق الكريم السخي خادم أهل البيت (ع) أبو محمد وهو الحاج سعيد على محمد مرار، وهو معروف بإيمانه وخلقه ومعاملته الحسنة مع المؤمنين بحضوره في مجالس أبا عبد الله الحسين (ع) وأن الموت أنس له من الطفل بثدى أمه، فلا خوف عليه وهو في ضيافة الرحمن أن الله أرأف بالمؤمنين من أنفسهم، ومن المؤمنين من يخاف من الموت وهذا غير لائق للمؤمن، فالمؤمن يجب ألا يخاف من الموت، ويؤمن بقدر الله وقضائه.

فإن البكاء ليس على النفس إن ماتت بل البكاءعلى التوبة إن فاتت، اللهم أجعلنا من المؤمنين الذين لا يخافون الموت إنه سميع مجيب.



error: المحتوي محمي