أدون وأكتب هذه الكلمات والعبارات، وأنا ملئي فخر واعتزاز بإخواني وأخواتي وأصدقائي مرضى فقر الدم المنجلي، الذين سطّروا أجمل وأروع الأمثلة في العطاء والصبر.
رغم ألمهم الذي يساوي عشرات المرات من آلام الولادة ومع معاناتهم، إلا أنهم يصنعون ما يعجز عنه الأصحاء.
أقول لهم وأدعوهم في كلامي هذا لتحقيق أعلى الطموحات، فمن خلال السعي والصبر باستطاعتكم عمل المستحيل والتغلب على المنتقدين والاستمرارية في التطوير والنجاح.
وغالباً ما نجد المتعجبين والمتسائلين عن السبيل لاعتناق مبدأ الإيجابية وتطبيقه في جميع تفاصيل حياتهم أثناء تفكيرهم أو تصرفهم في أمر ما، خاصة في حالات انعدام السعادة أو الرضا عن الأحوال.
خصوصاً بتواجد المنتقدين الذين يحيطون بهم أو عندما تضع الصعوبات والعراقيل أمامهم أو عندما تضيق بهم ظروف الحياة وتصبح صعبة وقاسية، بل ويجدون صعوبة في تحقيق الإيجابية عندما يجدون المنتقدين لهم.
وأكيد أنه عند التغلب على هؤلاء حتماً سيكون السلام النفسي سائداً ولا يوجد ما يؤرقهم.
سيقول البعض ما فائدة ذلك؟ أخبرهم أن التفكير الإيجابي وتجاوز المنتقدين والمتنمرين عليهم يساعد على السيطرة على الآلام، ويكون المرض صديقهم في مسيرتهم في الحياة، وأن يحولوا المنتقدين لهم إلى عزيمة ووقود للمنافسة على تحقيق النجاح والطموحات.
ومن جهة أخرى نرى مصابي الآلام الذين يتأملون ويجترون الأفكار في آلامهم ومن يستسلمون إلى المنتقدين والأفكار السلبية يجدون صعوبة حتى في الخلود إلى النوم، ما يفضي بدوره إلى زيادة ألمهم سوءاً.
أما إن غيروا أسلوبهم وتفكيرهم في صناعة الطموحات حتما يوماً ما سيجدون أنفسهم في قمة السعادة والنجاحات المتتالية والقضاء على كل الآلام، وسيكسرون هذه الحلقة المفرغة.
أدعوكم إلى عمل المستحيل ضمن إطار الإنجاز والسعي والاستمرارية نحو الأفضل لأنكم تستحقون الأفضل في تحقيق أحلامكم.
وهنا أتقدم بالشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، على الاهتمام بهذه الفئة والسعي لافتتاح مستشفى الأمير محمد بن فهد بالقطيف لأمراض الدم الوراثية لنسمو لمجتمع أفضل.
وأيضاً أتقدم بالتقدير إلى كل من يساهم ويسعى لتحقيق طموحاتنا ونجاحاتنا.
لنصل جميعاً إلى مجتمع تسوده الرحمة والنجاحات المتتالية والمتتابعة.
أختم كتابتي بالتقدم لكم جميعاً دون استثناء بالتباريك والتهاني لقدوم عيد الأضحى المبارك.
وأتمنى أن يكون عيداً مباركاً للجميع وأن يعود على الكل بالسعادة والسرور وصحة أفضل.
