هي بقعةٌ حفَّت بها البركاتُ
طابَ الصّعيدُ و قُدِّسَت عرفاتُ
يقِفُ الحجيجُ بها الغداةَ بتاسعٍ
ولربِّهم تتوجَّهُ الدَّعَواتُ
يتضرَّعونَ إلى المهيمنِ بالدّعا
ولدى الخشوعِ بدت لهم عبَراتُ
بدُعا الحُسينِ توجَّهوا في ساعةٍ
لِتنالَهم من رَبِّهم رَحَمَاتُ
أدَّوا إلى المولى الحسين زيارةً
فبِها لهُم تتضاعفُ الحسناتُ
يومٌ بهِ الباري يُثيبُ عِبَادَهُ
والعاملينَ و تُقبَلُ القُرباتُ
هذا و يمحو السَّيِّئَاتِ بعفوهِ
للتَّائبينَ و تنجلي الحسَرات
ولمَن أتوا قبرَ الحسين وعرَّفُوا
بجوارِهِ عمَّتهمُ النظراتُ
فاللهُ ينظرُهم و يُعلِي شأنَهم
قَبْلَ الذين حَوَتهمُ عرفاتُ
فسلامُنا يأتي الحسينَ لأنّهُ
بوقوفِهِ بقيَت هُنَا وقفاتُ
وقفَ الحسينُ بكربلاءَ ككعبةٍ
طافت بها الضّرباتُ و الطَّعناتُ
ضَحّى بمهجتِه لدِينِ إلهِه
فتناوشتْهُ بكربلاء طُغاةُ
قد جدَّلتْهُ على الصّعيدِ مُضَمَّخاً
بدمائهِ وبكت له الخفِراتُ
مُذ جاء يصهلُ بالظّليمةِ مُهرُهُ
فتعالَتِ الصّيحاتُ والصّرَخاتُ