من سنابس.. فخرية الحبيب: أول لوحة فنية أنجزتها في الصف الأول متوسط.. وسفينة والدي مرسى موهبتي

طبعت من الذكريات آلاف الأحاسيس، وعزفت الألوان بحبها لحن اللوحات، وغردت بمعانيها أجمل الكلمات لترى اللوحة على هيئة مشاعر لا يمكن هندستها، وأصبحت قادرة على البوح من خلال لوحاتها الفنية، لتحكي عن كل ما في هذا المجتمع وبما يتلاءم مع نبض قلبها، حيث كانت سفينة والدها مرسى ومحط موهبتها التي انبثقت من عطائه وأمسكت بعلبة ألوان وفرش لتبدأ انطلاقتها في عالم الفن التشكيلي، منذ ثلاثين عامًا.

بدأت الفنانة التشكيلية فخرية عبد الله الحبيب انطلاقتها في عالم الفن وجماله منذ الصغر، فقد كانت ملهمة به وتعشقه بقوة وتهيم بروعته والتعمق في خفاياه يومًا عن يوم، حيث نشأت وترعرعت في أحضان بيئة تهتم بالفن وتمارسه، فكان والدها “رحمه الله” نوخذة ويصنع السفن الكبيرة والصغيرة، ويقوم برسمها لهم بصورة جميلة تشعرهم بأنهم يبحرون معه، فيما كانت والدتها “رحمها الله” تُجيد فن الخياطة، وكانت ترى أياديهما المبدعة تُجسد أعمالًا في غاية الروعة.

وتلقت الدعم والتشجيع من أسرتها وكذلك زوجها الذي كان وما زال يساندها ويشجعها دائمًا لحضور المعارض الفنية، حيث تزوجت وهي تبلغ من العمر 13 عامًا، وأنجزت أول لوحة فنية وهي في الصف الأول المتوسط، ولاقت لوحتها إعجاب المعلمة والطالبات، وبعدما كبرت درست هذا الفن على يد فنانين تشكيليين من خارج المملكة.

وقالت “الحبيب” إن “لكل فنان أسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله، ولكني متنوعة في الأساليب، ومنها أسلوب الفن الانطباعي وأسلوب فن القهوة”، مشيرةً إلى أنها تعتبر لوحة القهوة الخطوة الفاصلة بين الفن كموهبة والإبداع كمسار والانتشار كهدف، فالقهوة أصبحت في زمننا هذا شيئًا أساسيًا لا غنى عنه، وأبدع الفنانون بالرسم على القهوة أو الرسم بالقهوة نفسها مثلما فعلت، لافتةً إلى أنها تمتلك موهبة صناعة الصابون والأشغال اليدوية.

وأوضحت أن الفنان التشكيلي منير الحجي من الشخصيات الفنية التي تأثرت بها في مسيرتها الفنية وأضافت لها الكثير، منوهة إلى أن الأكريلك الزيتي من الألوان المفضلة لديها بالرسم.

وتعتبر أن لوحة الطفل الذي يتأمل جمال الطبيعة من اللوحات المقربة إلى قلبها، وذكرت أن من اللوحات التي رسمتها أناملها وتصورت ما حدث من مشاهد مؤلمة من خلال سماع الآخرين ووصفهم للمشاهد المبكية؛ حادثة “حريق القديح”.

وأكدت أن التعامل مع الألوان والخامات ليس سهلًا، فدمج الخام مع اللون يحتاج ليد مرنة، لذا فإنها تفضل الألوان لتضفي على اللوحة الفنية قيمة أجمل من الخام، لافتة إلى أنه بدون الألوان لا نستطيع التمييز ورؤية جمالية المناظر.

وشاركت “الحبيب” المنحدرة من بلدة سنابس، في معارض عديدة ومنها؛ معرض “أبيض وأسود” التابع لمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، ومعرض ماراثون الألوان، ومعرض صفوى، ومعرض جدة، ومعرض الطائف، ومعرض أقيم في مستشفى القطيف المركزي بقيادة الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن، ومعرض في الدوخلة، إضافةً إلى مشاركتها في معرض في جامعة الملك فيصل بالأحساء، ساعيةً إلى تحقيق حلمها ومشروعها الأول والخاص بافتتاح معرض شخصي يضم لوحاتها الفنية قريبًا.

وبينت أن الفنان لديه نظرة خاصة مع الألوان وكيفية التعامل معها، مشيرةً إلى أن أغلب لوحاتها مُقتبسة مع إضافة تغييرات بلمساتها الأنيقة لتُحاكي الواقع.

وتحدثت عن رحلتها مع الفن والإبداع وأهم التحديات التي واجهتها قائلةً: “رسمت مبنى روضة بالكامل، ورسمت جداريات أخرى في المدارس والمراكز بالقطيف والدمام، ونجحت بالفعل في هذا التحدي ومواجهة الصعاب أثناء ذلك، إضافة إلى أن الفنان عليه أن يطور نفسه باستمرار وتعلم جميع أنواع الفن وتجربتها، ففي كل زمن يظهر فن جديد”.

وتابعت: “لقد رسمت لوحات كثيرة، والمدة التي أحتاجها لإنجاز اللوحة تتراوح من أسبوعين إلى شهر، وأرى نفسي أفضل من السابق، وما زلت أتمنى الوصول للأفضل، وأطمح مستقبلًا أن أشارك في معارض عالمية”.

وبالحديث عن أسرتها، فإن “الحبيب” لديها 4 بنات وولد، منهم ابنتان وولد يمتلكون موهبة الرسم والفن التشكيلي، واكتشفت موهبتهم منذ صغرهم وشجعتهم وكانت تجلس معهم وتعلمهم وهذا أسعدها كثيرًا، فالفن طريقة للتعبير عن الذات والمشاعر بدون كلمات ولغة الإحساس.

ووجهت في نهاية الحوار رسالة إلى عائلتها قائلة: “لولا تشجيعكم الدائم لم أكن أصل إلى ما وصلت إليه الآن، ونصيحتي لكل فنان أو من لديه موهبة أن يعمل على تنميتها وتطويرها حتى يحقق هدفه ويصبح فنانًا بارعًا”.




error: المحتوي محمي