سنابس.. اليوسف يجمع الأبوذية والموال في المحمل !

جمع الشاعر أديب نبيل اليوسف بين فن الأبوذيات والمواويل الشعبية في ديوانه الأول “محمل البوح”، مضمناً إياه العديد من المواضيع، أهمها الأبيات ذات الطابع الإخواني، والتي كتبت بمناسبة ما، كما أضاف بعض الشروح للمناسبات التي كتبت عليها الأبوذية أو الموال، ليعيش القارئ جو المناسبة.

ويقع الديوان في 121 صفحة من القطع المتوسط، وطباعة البيان العربي، ويعد باكورة انتاجة الشعري.

وأوضح في جوابه لـ”لقطيف اليوم” عن ماذا يشير عنوان الديوان، بأنه يحمل إيحاءً مادياً وآخر مجازي، فالإيحاء المادي هو التعلّق بالموروث وهو هنا المركب البحري الشراعي الذي يطلق عليه في منطقتنا (المحمل)، والإيحاء المجازي هو معنى الاحتمالية أي أن مابين دفتي الكتاب هو احتمال بوح قلب أو بوح مشاعر أو بوح لسان.

وعلل اختياره للجنس الشعري من الأبوذية والموال قائلاً: “لا تفِ السطور َلوصف العذب من الأنهار التي تذوّقها شاعر الأبوذية والموّال، ولا ترْقى الأفكار والجمل للتعبير عن الجمال الذي يراه ويعيش في أحضانه روّاد هذا الفن الرائع، فالأبوذية والموّال محملٌ يركبه الشاعر ويبحر في عالم العشق، مخلفاً وراءه الهموم والأحزان”.

وفرق بين الأبوذية والموال بقوله: “الأبوذية هي منظومة عاميّة تتألف من أربعة أشطر، الثلاثة الأشطر الأولى تنتهي بكلمة واحدة متّحدة في اللفظ مختلفة في المعنى يسمى (الجناس)، والشطر الرابع من الأبوذية ينتهي بياء مشددة تليها هاء مهملة وتسمى (القفلة). فالشاعر ينظمها وعلى المستمع استخراج معانيها”.

وأضاف:” أما الموّال (الزهيري)، فهو الآخر أحد صنوف الشعر الشعبي، والأصل فيه أن يؤلف من بندين، البند الأول يسمّى (بالعتبة) والبند الثاني يسمى (بالردفة)، وكل بند ثلاثة أشطر، متّحدة الجناس مختلفة المعنى-كما في الأبوذية-، أما السابع وهو المسمّى (بالقفلة أو الرباط) فيتحد في جناسه مع البند الأول مع مراعاة اختلاف المعنى”.

وذكر بأن الديوان ليس موجّهاً إلى فئة أو جهةٍ معينة دون أخرى، بل هو إلى جميع روّاد ومحبي هذا الفن، وإلى جميع هواة القراءة.

وفي جواب له عن كيف وجد الشعر من بين انشغالات الطب؟ وكيف انسجما؟، قال:”بطبيعة الحال لكل شخص مواهب وهوايات يقضي بها وقت فراغه ويجلي بها همّه وغمّه الناتجين من ضغوطات الحياة، والطب والشّعر ليسا عدوّان لا ينسجمان أو نقيضان لا يجتمعان، بل هما حبيبان يلتقيان، فيمسح الشعر بكفّه الناعمة على جراحات الطب المؤلمة فتلتأم بذلك، ولعمري هذا هو الانسجام بعينه”.

وعن بداياته الشعرية ذكر بأن أول كتاباته عندما كان في المرحلة المتوسطة حيث كان يكتب الشعر العربي الفصيح، وشيئاً فشيئاً انتقل إلى كتابة الشعر الشعبي ومنه إلى الأبوذية والموال.

وأكد سّعيه المستقبلي لإنشاء جيل مهتم ومحب وواعٍ لفني الأبوذية والموّال العريقين، جيل يدرك الطريق الصحيح والسليم للكتابة الراقية والمتألقة.

وتمنى أن ينال إصدار (محمل البوح) إعجاب القارئ وجميع عشاق الشّعر الشعبي، وبالأخص الأبوذية والموال، وأن يستمتعوا بقراءته.

ووجه شكره إلى القطيف اليوم لاستضافته، ولكل من سانده في إصدار الديوان، وخص بالشكر والده ووالدته، وخاله أمين اليوسف، والشاعر يوسف آل ابريه، والشاعر ياسر المطوّع.

الجدير بالذكر بأن اليوسف من مواليد ١٤١٣ هـ، وخرّيج جامعة الدمام-كلية الطب بكالوريوس في الطب والجراحةطبيب امتياز.


error: المحتوي محمي