أنوار الشموع أضاءت الطريق للمرأة السعودية في تاريخ 10 شوال 1439هـ، بعد أن أصبحت قيادتها للسيارة في الوطن الغالي أمراً واقعياً، وحينما شكك الكثير من الناس في قدرتها على القيادة بنفسها والاعتماد على ذاتها، ووضع الواهمون تخيلاتهم المحبطة لحقها في القيادة، بأنها لن تستطيع أن تمسك مقود السيارة بمفردها بين مجتمع ذكوري متمرس في القيادة.
ما ذكرته في مقدمة مقالي هذا لا يعني تحيزًا للمرأة التي ظلت محرومة من حق من حقوقها طوال عقود من الزمن، وأنه لا يوجد أخطاء للنساء أثناء قيادتهن للسيارة، فهناك الكثير منهن مازلن يرتكبن الأخطاء ويجهلن القواعد الأساسية للمرور أثناء قيادتهن للسيارة على الطريق، ربما لأنه حدث جديد للمرأة وعدم تمرسها فيه أو بسبب الخوف والارتباك لعدم وجود الثقة والجرأة عند الجلوس أمام مقود السيارة.
في زمن الابتعاث رأيت الواقع المر الذي عاشته الكثير من النساء السعوديات عندما غادرن الوطن للدراسة في الخارج، حيث عانت المرأة السعودية لعدم تمكنها من قيادة السيارة صعوبة التنقل بين السكن ومقر الجامعة، لذلك أجبر البعض منهن على خوض تجربة القيادة والتدريب عليها، والعمل على استخراج رخصة القيادة الأمر الذي حول حلم قيادة السيارة إلى حقيقة، تمارس فيه المبتعثة الاعتماد على نفسها في تنقلاتها دون الحاجة إلى منة أحد.
بعد تعلمها قيادة السيارة وحصولها على رخصة القيادة، أخذت المرأة السعودية عملاً إضافياً من أعمال البيت، وأصبحت هي من تصطحب أبناءها إلى المدرسة بعد أن كان الزوج أو السائق هما من يقومان بتلك المهمة، كما أنها أصبحت تقوم بتمويل المنزل من مواد غذائية وتوفير ما يحتاجه من مراكز التموين، والبعض منهن تحملن مسؤولية القيام بمشاوير الأبناء الجانبية الأخرى كمواعيد المستشفى أو الذهاب بهم إلى الواجهات البحرية وأماكن الترفيه.
هناك الكثير من الأزواج اليوم تخلوا عن بعض مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه البيت والأولاد، وتركوها للمرأة بعدما تمرست على قيادة السيارة واعتمادها على نفسها، وربما يتسبب ذلك بضغوط إضافية عليها لتعدد المهام، وهنا أتساءل: هل فكرنا نحن الأزواج بتحمل المسؤولية نيابة عن الزوجة داخل البيت ليوم واحد؟ من المؤكد أن مسؤولية البيت من طبخ، وغسيل، وتكنيس، ومدارات احتياجات الأولاد، وتدريسهم و.. و.. و.. لا يتحملها الرجل ليوم واحد أو حتى ساعة واحدة مهما كان صبره.
بعد عامين من الانطلاق للأسف مازالت المرأة تعاني من محدودية عدد مدارس تدريب النساء للحصول على رخصة قيادة السيارة، مقارنة بعدد المتقدمات ممن يحق لهن القيادة والحصول على الرخصة، من هنا ينبغي على المسؤولين في إدارة المرور تذليل الصعوبات التي تعانيها المرأة للحصول على رخصة القيادة وذلك بفتح مزيد من مقرات تعليم القيادة للنساء واستخراج رخص السير في كل محافظات الوطن الغالي.
وفي الختام، نتمنى أن نرى مدارس تدريب النساء على قيادة السيارة في كل المحافظات، وأن نرى سياقة آمنة على الطريق من الجنسين، وأن يتساوى حق المرأة والرجل في المجتمع فكراً، وتعلماً، وعملاً، وإبداعًا، والاعتماد على النفس في كل مجالات الحياة.