يسمع الكثير منا عن الصم والبكم ولا تخلو البيوت من تواجد هذه الفئة من أصحاب الاحتياجات الخاصة، ولعل البعض لا يفرق بين الأصم والأبكم.
وهنا نتطرق لتعريف يوضح الاختلاف بينهما، فالأصم هو “الشخص الذي لديه مشكلة صحية في جهاز السمع أدت إلى فقدانه للسمع، وبالتالي أدى ذلك لعدم قدرته على سماع الأصوات”، والأبكم هو “الشخص الذي يعاني من مشاكل في أعضاء إنتاج الكلام أو خلل في المراكز المسؤولة عن إنتاج الكلام في الدماغ بالرغم من كون جهاز السمع لديه سليماً وتكون المشكلة لديه في النطق وإنتاج الكلمات”.
ومن منطلق حس المسؤولية الاجتماعية، الواجب دمج هذه الفئة الغالية على قلوبنا في المجتمع وإعطاؤها اهتماماً، وتقديم يد العون والمساعدة لهم، والاستفادة من إبداعاتهم وإبراز طاقتهم وبث روح التعزيز فيهم حتى يكونوا عناصر فعالة والاعتماد عليها متى ما تطلبت الحاجة.
وما يلاحظ لدينا صعوبة وعائق كبير في طريقة التواصل والتعامل مع هذه الفئة، ذلك لعدم معرفة لغة التخاطب معهم واستخدام لغة الإشارة التي تعد لغتهم، وتعتبر الرموز والإشارات التي تتخاطب بها هذه الفئة هي وسيلة التواصل مع بعضهم البعض ومع من لديه معرفة بلغة الإشارة، علماً بأن لغة الإشارة تختلف من بلد إلى بلد آخر.
ويجب التنبيه على دور الأسرة في حال اكتشاف مثل هذه الحالات منذ الولادة، هنا وجب على رب الأسرة التدخل السريع لتعليم الشخص الأصم لغة الحروف الهجائية من الصغر على مراحل، وذلك لتكون مرحلة التأسيس سليمة، وكذلك يجب على الوالدين تعلم لغة الإشارة حتى لا يتم إهمال الطفل، فالشخص الأصم والسوي لديهما نفس الأفكار والأحاسيس والاختلاف فقط يكون في حاسة السمع.
والتعليم هنا يعززه ويجعل له دوراً في المجتمع وشأناً وصاحب بصمة مع باقي أبناء المجتمع، وعلى عكس ذلك لو تم إهماله سوف تترتب عليه آثار سلبية في المجتمع المحيط فيه، ومن السلبيات عملية التنمر التي سوف يواجهها كما هو حاصل، وللأسف في المجتمع البعض من أصحاب الثقافة المحدودة، وهنا لا نعمم على الجميع ولكن توجد فئة بالمجتمع ترى أن التنمر على هذه الفئات تجعل منهم نجوماً كوميديين، ولكن لو تم إعطاؤهم الاهتمام من البداية بإذن الله نرى النتائج الإيجابية هي العنوان الأبرز.
ودليل على ذلك ما تركته هذه الفئة من بصمة في المجتمع لجعل المؤسسات والمراكز تقدم دورات وورش عمل تقام وتعقد لتعلم لغة الإشارة، وكذلك لا ننسى الاهتمام المستمر من قبل حكومة خادم الحرمين الشرفين وتفعيل دورهم بالمجتمع، حيث أصبح توجه الكثير من الأشخاص للحصول على مثل هذه الدورات للغة الإشارة ليس تعاطفاً بقدر ما هو تعلم لهذه اللغة والمساهمة في المشاركة مع ذوي الاحتياجات لتعزيز دورهم وتحقيق أهدافهم لانخراطهم في المجتمع الذي هم بالأصل جزء منه لا يتجزأ.
والجدير بالذكر أنه يتم الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة بتاريخ ٢٣ سبتمبر من كل عام، والذي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعتبر هذا اليوم إثباتاً لدعم الهوية اللغوية لهذه الفئة الغالية علينا.