أكدت المدربة سهيلة أبو علي أن الأبناء يتبنّون توقعات والديهم عنهم، مشيرة إلى أنه عندما يتعامل الأبوان مع الأبناء وكأنهم لايزالون أطفالًا لا يتحملون المسؤولية فيعتقد الأبناء أنهم لايزالون صغارًا فعلًا ويثبّتون رأي والديهم عنهم فينعكس ذلك على شخصياتهم وسلوكهم وتصرفاتهم.
وأوضحت أن هناك خطأ ترتكبه بعض الأمهات حين تصر على التخفيف على فتياتهنّ بمسألة الحجاب ببداية التكليف بحجة أن الابنة لا تزال صغيرة وحتى لا تتقيد، منوهة بأن ذلك ينشئ الصراع بين الأم والبنت حين تكبر وتريد التخفيف من حجابها.
جاء ذلك في محاضرة “بناتنا وتحديات العصر” التي قدمتها أبو علي ضمن دورة التربية التي نظمتها لجنة وزدناهم هدى عبر منصة الزووم بحضور أكثر من 170 سيدة.
وذكرت “أبو علي” ببداية المحاضرة أن التربية تسير باتجاهين؛ اتجاه في تربية النفس واتجاه في تربية الغير ليسير باتجاه تكامل الوالدين وهما يربيان أبناءهما، مما يتطلب التحكم بالغضب وسرعة الانفعال وعدم إصدار ردة فعل سريعة قبل التأني والتفكير.
وبيّنت أهمية فهم المرحلة التي يعيش بها الأبناء والتركيز على مرحلة سن التكليف، مشيرة إلى أنه يعد الفرصة الثمينة التي يشعر بها الأبناء بحس المسؤولية، ولكن نتيجة الحياة المرفهة والسهلة والإمكانات المتوفرة بدأ يضعف هذا الحس بالتدريج، ويجب على الآباء في كل زمن أن يسعوا لتنميته لأنه ضمان لصلاح الأبناء مستقبلًا وسيرهم للاتجاه الصحيح.
وذكرت أن الدراسات تؤكد أن سن البلوغ في الثلاثين سنة الأخيرة سواء للفتاة أو الفتى أصبح أسرع من ذي قبل، نتيجة للهرمونات والأغذية وأمور أخرى، وفي هذه المرحلة يبدأون بالرغبة بالاستقلالية وإبداء الرأي واتخاد القرار وسرعة تغير المزاج، والظواهر النفسية والعاطفية تبدأ بالظهور عليهم، لتفنذ لدى الوالدان فكرة أن الأبناء في هذه الفترة لايزالون أطفالًا ويُخشى عليهم من التقيد خاصة في مسألة حجاب الفتاة.
وأشارت إلى أن المقومات الأساسية التي ينبغي زرعها في نفس الفتاة في سن التكليف هي؛ تنمية حس المسؤولية، وتنمية القيم الأخلاقية والسلوك والآداب والمفاهيم، مع الاهتمام بالتعلم والتعليم والمعارف وخاصة معارف الفقه والآداب والعقائد والسيرة والغاية والهوية.
ولفتت إلى أن الاهتمام بهذا الجانب من قبل الوالدين يجب أن يسري تدريجيًا إلى الأبناء، موضحة أن التفنن وذكاء الوالدين والقدوة الحسنة يعد عاملًا مهمًا يساعد على تقوية تأثيرهم على الأبناء.
وفي ختام المحاضرة وجهت أبو علي عدة وصايا للتعامل مع الأبناء في هذه المرحلة ومواجهة التمرد وعدم الانضباط بعدة أمور منها: التخفيف من حدة التوتر والقلق، والتعليم والتوجيه برفق بالحوار والإقناع، وتوضيح الحدود والضوابط والخطوط الحمراء والحزم بعدم مجاوزتها بالبيت، مؤكدة على أهمية وجود علاقة طيبة بين الآباء والأبناء لأنه بفقد هذه العلاقة لن يكون هناك تأثير عليهم ويصبح هناك نفور وإعراض أكثر، بالإضافة إلى محاولة توفير البدائل والدعاء لهم وطلب المدد من الله ويفضل أن يكون الدعاء على مسامع الأبناء.