حَديثُ النُور..

كـــانـــت مــجـلّـلـةَ الــحــيـاءِ
شـغـوفَـةً بهـــوى الحُسَـــيـنْ..

وحــجـابُـهـا مِـــــلأُ الـــزمــانِ
وصِــيـتُـه فـــي الـخَـافِـقينْ..

تــمـشـي عــلــى اسـتـحـيائها
وحَـيَـاؤهـا فـــي الـمُـقْـلتينْ..

وتـــشــعُّ بــالـطـهـرِ الــجـمـيــ
ــلِ عـفُـافُـهـا دِيِـــنٌ ودَيــــنْ..

تــمـشـي فــــلا يــرقــى لــهــا
طَــــرْفٌ يـــرومُ الـنـاظِـرَينْ..

بــعـبـائـةٍ تــحــكـي الــدُجــى
لـــكـــنّـــهــا كـــالــنــيّــريــن..

فـــتــلــفّــهــا بــــخَــــفَـــارةٍ..
وتـــشــدّهــا لـلـمـعـصَـمَـيـنْ..

حـــتـــى لــيـصْـعُـبُ لــلـعـيـو
نِ بــأن تــرى حـتى الـيدين..

لا الـريـحُ تُـبـدي مــا يـشـفُّ..
ولا يُــحـدُّ لــهــا الـبُـــدَيـــن..

فــــإذا دنــا مــنـهـا الــغـريـــ
ــبُ تــوقفـت في بـرهــتـيـن..

تـــبـــكـــي اذا أحـــــــــدٌ رأى
خــطـأ لــهـا وجــهَـاً وعَــيـن..

فـتـظـلُ فـــي خَـجَـلٍ رَقـيـقٍ
والــنَــدى فـــي الـوجـنـتين..

ربَّــــــاه جَــلــلـنـي بِــسِــتـرِك
أنــــــــتَ رَبُّ الْــمَــغْــرِبَـيْـنِ..

تــدعــو، وتــدعــو بـالـخـشـو
ع وبــابـتـهـالِ الـخَـافِـقـيـن..

حــتــى أتـــى الــزَمـنُ الــخـؤ
ون وحَـــلّ شَــكٌ إثــرَ ريــنْ..

فــتـثَـاقَـلـت يَـــومـــاً فـــيــو
مــــاً، والـيَـقـيـنُ بـحَـالـتـين..

وتــبَــدلـت تـــلــكَ الــعَــبـاءةُ
واســتَــحَـالـت قِــطـعـتـيـن..

وتـــفـــنَّــنــت بــفُــتُــونِــهـا..
وتـلـوَّنـت مِـــن كـــل عَــيـن..

حـــتـــى أبَـــانَـــت وجــهــهـا
كـالـنَّـجـمِ بــيـن الـفَـرْقَـدين..

وقَـــسَــت قُـــلــوبٌ طَــالــمـا
خَـشَـعـت لــرَبِّ الْـمَـشْرِقَيْنِ..

ثــــــم انــثــنــت وتــغـنَّـجـت
والـغُـنجُ مـصـدرُ كــلِّ شـين..

لا بــــــأس نّــاصِــيـةً أُبِـــيــحُ
وخُـصْـلَـتـيـن، وخُـصْـلَـتـين..

والـــكـــفُّ لا يــكــفـي فـــيــا
دنـــيــا إلـــيــكِ الـمِـرْفَـقـين..

فــــي الــثـغـرِ لـــونٌ فــاقـعٌ..
والــخــدُ يــلـمـعُ كـالـلـجـين..

فــأَســاورٌ فــــي الـمِـعـصَمينِ
خــلاخــلٌ فـــي الـكـاحـلين..

وتَــمـايـلـت فـــــي مَــشْـيِـهـا
والـجـيـدُ يـأسُـرُ كــلّ عـيـن..

وتـضَـاحـكـت فــــي الــسـوقِ
والـعـطرُ الـسَـخي بـمِرْوَدَين..

وخِـضَـابُـها فــي الـراحـتين..
وسِـحـرهـا فــي الـحَـاجِبين..

خُــدِعَـت فـتـفتَتِنُ الـقـلوبُ..
تــــذرَّعـــت بــحَــضَـارَتَـيـن..
ّ
أســفــي عــلــى ذاكَ الـحَـيـاءِ
فــأيـنَـه فــــي كُــــلِّ أيــــن؟!

أيـــن الـكـرامـةُ فـــي الــرِجَـا
لِ؟ وغِــيِـرَةٌ فــي الـوَالـدين..

سَــمَــحُـوا لـــهــا بــسـفُـورِهـا
فـاسـتـبْـدَلت شَـيـنـاً بــزيـن..

واخَــجـلـتـاه أمــــامَ زيــنــبَ
والـــبـــتــول بــحَــسـرتـيـن..

مــــــاذا أيُــغْــتَـالُ الــعــفـافُ
ونــحــنُ نـَـلـطـمُ بـالـيَـدَيـن..

أصَـحَـتْ عـلـى عـيـبٍ؟! فـقـا
لــت صَـحـوة مــن غـفـلتين!!

أخْـــتَـــاه؛ صَـــونُــكِ لــلـعـفَـا
فِ وقــايـةٌ فـــي الـنـشأتين..

هـــــــي حَــــالـــةٌ قُــدســيَّــةٌ
وبـــــه تَـــريــنَ الـجَـنّـتـيـن..

إنَّ الـــحِـــجَــابَ فَـــريــضَــةٌ
وحِـــمـــايــةٌ لــلأشْــرَفــيـن..

فـــي “الــنـور” ٱيـــاتُ الـعـفـا
فِ تـــدبـــريــه بٱيـــتــيــن!!!

“يُــدْنِــيـنَ” فـالـتـفـتـي لـــهــا
والـــنــورُ بــيــن الـدَفـتـيـن..

عُــودي إلـى الـشرعِ الـحنيف
أبـــنـــتَ أكـــــرم والـــديــن..

هـــــذي الــبــتـولُ وزيـــنــبٌ
فــتــمـسـكـي بــالـقـدوتـيـن..

أولَــسْـتِ مـــن وطــنِ الإبــاء
ألا تَـــعِــيــنَ؟ ألا تَــــرَيـــن؟..

بــلــدٌ عــريـقٌ فـــي الـتـديـنِ
لا يـــشــوبُ بـــــذاكَ رَيــــن..

وهـــــــوى عــــلـــيٍّ زانـــــــه
طولَ المدى وهوى الحسين..


عبد الله سعيد البيك
ميلاد السيدة فاطمة المعصومة(ع)
1 ذو القعدة 1442


بـمِرْوَدَين: المِرْوَد قنينة العطر
الحضارتين: للشرق والغرب
الأشرَفين: العِرضُ والشرف
الجنتين: إشارة لقوله جلّ وعلا: (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ)
رَين: دّنَس



error: المحتوي محمي