حسافة مع كورونا أصبح التباعد ليس أجسادًا فقط، عذراً لديّ التفاتة.
الوضع مع الاحترازات هذه الأيام يثقل كاهلنا جميعاً، فلا بد من التباعد الجسدي وارتداء الكمامات ولا ننسى التعقيم المستمر.
ولكن ما يدهشني هو توقف السؤال عن أحوال المقربين، فبالرغم من توفر الهواتف المحمولة وتنوع برامج التواصل لدينا، إلا أن البعض لا يكلف نفسه بالسؤال عن الأرحام ولو برسالة.
الجميع منا في الأوضاع الراهنة يحتاج الدعم المعنوي، بالخصوص من تأثر في أزمة كورونا سواء مادياً أو جسدياً، فبعض الأشخاص فقدوا وظائفهم والبعض الآخر فقدوا صحتهم وغيرهم فقدوا دراستهم، فمع انتشار مرض كوفيد ١٩، فإن مختلف الفئات من الأعمار قد تضررت من كبار السن إلى الأطفال.
كنت أعتقد أن كبار السن هم الفئة الأكثر تأثراً نفسياً مع أزمة كورونا، خصوصاً أنهم الأكثر اهتماماً بالتواصل الاجتماعي، وقد لا يستطيع بعضهم التأقلم مع الاحترازات، ولكنني في الواقع رأيت أن أغلب كبار السن قد تعايشوا مع الوضع، ونلاحظ أنهم الأكثر اهتماماً باتباع القوانين في هذه الأزمة.
يأتي بعدهم الأطفال الذين أرغموا أنفسهم على التعايش مع هذه الأزمة التي أخذت منهم الكثير من دراسة أو ترفيه، ما قد يؤثر على نفسيتهم في المستقبل.
ولا ننسى أيضاً المراهقين، وهم أيضاً ممن يحتاجون كتلة كبيرة من الدعم وربما أكثر من الفئتين السابقتين، فهم في مقتبل العمر ولهم أهدافهم المهمة التي وضعوها للتو أمامهم ويسعون بكل جهد للوصول إليها وربما تعثروا في الحصول على بعضها بسبب الوضع الحالي.
أخيراً نتحدث عن فئة الشباب المكافح من الآباء والأمهات، فهم الأكثر تضرراً من الناحية النفسية، حيث إنهم مضطرون مع هذه الأزمة إلى تحمل كل الظروف، وعليهم مراعاة جميع الفئات التي ذكرتها.
من هنا يتوجب علينا جميعاً مراعاة مختلف الفئات من المقربين والاهتمام بهم بالسؤال عن أحوالهم أو الحديث معهم، فهم يحتاجون الدعم أكثر من السابق، أيضاً علينا التقرب منهم بالكلام الحسن وكف الألسن في المواقف، فالقلوب مع هذه الأزمة أصبحت رقيقة ولا تستطيع تحمل أكثر من الضغوطات التي فرضتها علينا كورونا.