متى العيد؟!

ونحن نقترب من نهاية الشهر الكريم وحلول عيد الفطر المبارك، نسأل الله أن يعيده علينا أعوامًا كثيرة مباركة ونحن في أفضل حال. تطفو على السطح في الساحة الاجتماعية بهذه المناسبة أحاديث يعلم الجميع أن الرأي فيها يحمل وجوهًا مختلفة بين الجهات التخصصية المعنية بذلك، ومع ذلك كله نخوض فيه بحثًا ونقاشًا مكررًا من نفس الأشخاص الناقدين وبأسلوب مكرر ومستفز لشرائح المجتمع المتعددة دون السعي الجدي لفهم طبيعة المسألة أو العمل على إيجاد حلول عملية لها تساعد على القبول لهذه المناسبات في أجواء هادئة، وهو ما يثير  علامات الاستفهام حول طريقة العرض للموضوع ومحاولة  إيجاد شرخ بين القائمين والمتصدين لهذا الموضوع وغيره من المواضيع المتعلقة بالرؤية الشرعية وبين بقية أطياف المجتمع، بالتركيز على المسائل الخلافية والتي تعد سمة طبيعية في المباحث العلمية بين العلماء والفقهاء كل حسب مبناه الفقهي، في محاولة لإدخال الآراء والاجتهادات الشخصية لتغيير المنهج العلمي المتّبع بين أصحاب التخصص من الفقهاء!

نحن هنا في مقام التعبّد للحكم الشرعي وهو تكليفنا المطلوب منا. من الجميل أن نفرّق بين شركة لها نظام مؤسسي في أعمالها الإدارية والمالية ويجب الالتزام به حسب الأنظمة والقوانين السارية على الجميع، وبين مسائل شرعية لها مبانيها الخاصة، المسالة بعيدًا عن رغباتنا الشخصية التي يحتمل أن تتعارض مع الشرع ولهذ يجب أن نفرّق بين شركة لها نظامها المؤسساتي في كل الأعمال الإدارية والمالية ويجب أن نلتزم به حسب الأنظمة والقوانين وبين مسالة شرعية لها مبانيها الفقهية الخاصة.

إن من يقف خلف هذه الإثارات من أنصاف المفكرين يسعون لإسقاط النظريات الفكرية على القضايا الشرعية ؟ وهو الأمر الذي يخلق الهوة الكبيرة بين الرؤيتين.

من المتعارف أن لكل فن أهله المختصين فيه فلا ينبغي لمن لا يمتلك أدوات هذا العلم أن يخوض بالإفتاء وإسقاط الرأي الشخصي والاستحسانات، فليترك الموضوع لأهل التخصص حتى لا يكون هناك تعيقدات نخلقها بتفكيرنا المغالط للواقع، ولنعش في راحة وطمأنينة دون إثارة هذه الأمور التي لا فائدة مرجوة منها سوى إيجاد حالة من الارتباك الفكري والخلاف الاجتماعي.

إن وجود مجلس الاستهلال للتصدي لإثبات الهلال وكذلك علمائنا الأفاضل من المسقلين ممن لهم  رأيهم ووجودهم في المجتمع لكفيل بالتعاطي مع هذه المسألة بعيدًا عن التدخلات الأخرى من غير ذوي التخصص.

ليس كل ما نتبنّاه من الرؤى الشخصية فيما يرتبط بالرؤية الدينية قابلًا للطرح والنقاش من أجل التغيير،  فبعضها يحتاج لأهل الاختصاص ممن يتعاطى مع هذه القضايا من زواياها المعرفية المختصة حتى يتعاطى معها بالشكل المطلوب ويعمل على طرحها للمجتمع بما يتناسب مع الحكم الشرعي والالتزام الديني.



error: المحتوي محمي