لا يتجاوز في الغالب عمر الرياضيين في الألعاب الجماعية وتحديدًا كرة القدم الستة والثلاثين عامًا، كما لا تتجاوز سنوات احترافهم الرياضي الخمسة عشر عامًا، وهي التي لا تعتبر حسب قانون المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية سنوات كافية للتقاعد، على افتراض أنها مقيدة فيها، وهذا ما يمكن أن يمثل خطرًا على مستقبل اللاعبين، حتى أولئك المحترفين بأجور عالية، ذلك أن خطر التعثر المالي وارد لأي سبب من الأسباب وفي أي لحظة، وعدم وجود راتب تقاعدي قد يجعلهم في وضع لا يحسدون عليه حينذاك.
إنني أعتقد أن أحد الحلول التي من شأنها حماية مستقبل الرياضيين هو الاشتراك الإلزامي في التأمينات الاجتماعية، ولأن عمر الرياضيين قليل نسبيًا مقارنةً بأي مهنة أخرى، فإنَّ المقترح هنا هو أن يكون أجر الاشتراك الذي يدفعه اللاعب يعادل ضعف ما هو عليه لموظف القطاع الخاص، بحيث يكون عمر التقاعد الأدنى نصف عمر الموظف، يدفع فيها اللاعب اشتراكًا شهريًا يعادل في مجموعه الخمسة والعشرين عامًا المحددة من التأمينات الاجتماعية كحد أدنى للتقاعد، هكذا أمر من شأنه – رياضيًا – منح التأمينات الاجتماعية ما يعادل ما يدفعه موظف القطاع الخاص للتقاعد المبكر.
ومن جانب آخر وكنتيجة حتمية سيتسبب في حماية مستقبل اللاعب وتوفير دخل ثابت له بعد انتهاء مشواره الرياضي، يبرر هكذا اقتراح أنَّ الرياضي هو في حقيقته موظف يعمل بأجر، ويستحق إذا أتمَّ خدمته النظامية أن يتقاعد ويحصل على راتب يقتات منه هو وأُسرته، وعدم وجود ذلك هو خطر كبير يهدد مستقبله، وقد يتسبب في تحويل رياضي عظيم خدم وطنه ومجتمعه إلى فقير مدقع في الفقر يستجدي عطف الآخرين.
هذا المصير ما كان ليكون لولا أنَّ الرياضيين وفق نظام العمل، ليست لهم تشريعات قانونية تحمي مستقبلهم بعد انتهاء مشوارهم الرياضي، ولو كان ذاك لما شهدنا نماذج يعتز بها الوطن، وهي تعيش الفقر والعوز وضيق ذات اليد.
ما أتمناه – وربما يشاركني فيه أغلب الرياضيين – هو أن تدرس الهيئة العامة للرياضة مقترحًا لمنح لاعبي المنتخبات الوطنية القدامى لا سيما لاعبي كرة القدم، رواتب تقاعدية نظير الدور الذي أسهموا فيه في رفع علم بلادنا والنهوض بها رياضيًا، ودراسة سن تشريعات قانونية للتعامل مع اللاعب على أساس أنه موظف يملك الحق في التقاعد، ولا يكون ذلك إلا من خلال اشتراك إلزامي في التأمينات الاجتماعية بالآلية التي ذكرتها، هكذا أمر من شأنه خلق حالة من الاطمئنان لدى الرياضيين على مستقبلهم، والذي سينعكس وبلا شك إيجابًا على الارتقاء بمستوياتهم من جهة، وبالرياضة عمومًا من جهةٍ أُخرى في بلادنا.
المصدر: آراء سعودية.