ظاهرة لا يمكن أن يخلو مجلس من مجالسنا الاجتماعية أو العائلية منها وهي وجود شخص ذي روح فكاهية مرحة بشكل عفوي وتلقائي دونما تكلف مما يترك بصمة مؤثرة في المجلس الذي هو فيه والكل يتقبل روحه الفكاهية والتعليقات الصادرة منه والتي تغلب عليها روح الدعابة والمرح.
يعرف الجميع أن مثل هذا الشخص الفكاهي المرح يحمل بين جوانحه طيبة وخلقًا يسعى من خلالهما إلى رسم البسمة على شفاه الجميع، إنه يؤكد في سلوكه هذا أن أحداث الحياة اليومية لا يمكننا دائمًا أن نتعاطى معها دومًا بجدية وتوتر وحزم، بل لا بد من القيام بعملية تصنيف للأحداث حسب أهميتها وجديتها لنرى أن البعض منها يتم حله من خلال الفكاهة والمرح وخلق أجواء تساعد على تقليل الضغوط والتوتر وخلق حالة من الحيوية والنشاط والإحساس بالتغيير القادر على تعزيز روح التفاؤل والأمل بعفوية جميلة تزرع السعادة في داخلنا.
إن مثل هذه الممارسات قادرة على رفع مستوى هرمون السعادة لدينا. فالشخصية المرحة تتميز بالبساطة وتعيش الحالة كأولوية لديها وهي صفة لا تتأتى لكل أحد ويغلب عليها المزاج الهادئ القادر بطبيعته على إزالة التعب والتوتر والانفعال بشكل تلقائي لمن حولهم. إن هؤلاء الأشخاص يبتعدون في سلوكهم المرح عن المزاح الثقيل والسخرية والتهكم وهو ما يميّزهم بشكل عفوي عن الأشخاص المتكلفين من ذوي الطباع المتصنّعة والتي تعمل على إضحاك الآخرين على حساب الإساءة لغيرهم والانتقاص من حقهم وجرح مشاعرهم وإيذائهم بالمواقف المحرجة! مما قد يتحول إلى نوع من أنواع التنمر.
ومن هنا، تأتي أهمية إتقان صناعة المرح والابتسامة في نفوس الآخرين بذوق وخلق وأدب راقٍ يبعث في نفوس الآخرين النشاط والرغبة والاستمرار في مواجهة الأحداث اليومية بنظرة مختلفة تساعد على حل الكثير من المشاكل بروح أكثر بساطة وعفوية في التعامل مع الأمور. فلتكن هذه الروح الفكاهية الجميلة جزءًا من برنامجنا اليومي في الحياة وسنرى كيف تتغير نظرتنا لكثير من الأمور في حياتنا.