كل شخص منا لديه أفكار إبداعية هي نتاج عصارة دراسته الأكاديمية وخبرته المهنية وثقافته المعرفية، فكيف يمكننا توثيقها وحفظ حقوقها مستقبلاً بصفة رسمية للاستفادة منها كمشروع خاص أو لتطوير عملية إدارية او مهنية أو حتى اجتماعية؟
نحن نعلم أن الأفكار الإبداعية تأتي من خلال عدة ممارسات ذهنية؛ كالتفكير الجانبي والتفكير الناقد والعصف الذهني وغير ذلك من الطرق، والخطوة الأولى والمهمة في حفظ هذه الأفكار هو تدوينها وتوثيقها مباشرة حتى لا تذهب مع الريح عبر الزمن، وربما لا تتاح لنا فرصة أخرى للقيام بذلك لأن استحضار الذهن والوسائل الحسية الأخرى بطريقة تحفيزية قادرة على خلق أفكار إبداعية لا يمكن أن تتأتى في أي وقت نشاء، فهناك بيئة خاصة وعناصر ضرورية لا بد من توفرها في الموضوع.
إن مجرد الفكرة وحدها لا يمكن أن تقيم مشروعاً على أرض الواقع إلا عندما تكون مكتملة العناصر واقعية قابلة للتحقيق من طرف صاحب الفكرة، وهو المعني الوحيد القادر على إعطاء تفاصيل وآلية التنفيذ.
والخطوة الثانية هي المحافظة على سرية الفكرة وآلية تنفيذها حتى لا تتعرض للنقد السلبي من قبل الأفراد المحبطين ممن يعملون على وأد كل فكرة إبداعية جديدة، وبذلك يتسنى لصاحب الفكرة التنفيذ والتطوير على أرض الواقع، ومن ثم التسويق لها والمشاركة بها ضمن مشروع متكامل.
بعد هاتين الخطوتين، تأتي مرحلة البيئةً الحاضنة، حيث الدعم والمساندة من خلال التطبيقات الإلكترونية التي تتيح لأصحاب الأفكار الإبداعية تسجيل أفكارهم تحت إشراف جهة تخصصية تقوم بدراسة الفكرة وتقييمها وإعطاء نقاط مكتسبة عليها وتوجيهها نحو الجهات المعنية بالدعم والتطوير لتنفيذها على أرض الواقع إذا استوفت الشروط المطلوبة، ويمكن دمج أكثر من فكرة إبداعية واحدة في مشروع واحد إذا كانت متقاربة في المضمون.
إن هذه الخطوة مهمة للشباب والشابات في المرحلة الجامعية أو ما بعد التخرج لوجود الحماس والرغبة وروح التحدي لديهم، مما يستلزم الاحتضان والتشجيع لهذه الطاقات الإبداعية.
إننا بحاجة للتعرف على إمكانياتنا وقدراتنا كأفراد لتكون الشرارة الأولى للانطلاق نحو تقدير الذات وتطويرها، وبالتالي التحرك نحو الإبداع في الأفكار وطريقة التسويق المقنن والجذاب للآخرين بعيداً عن الاعتداد المفرط بالنفس والغرور والتعالي على الآخرين، مما يعزز مكانة الفرد العلمية والعملية في المجتمع بما يتناسب وحجم الجهد المبذول في الأفكار الإبداعية.
فلنضع لنا خارطة طريق نحو الإبداع حتى نصل إلى قمة الجبل لنرى الأشياء من حولنا بنظرة إبداعية.
