الحكم أحمد الخميس..

ليس الكل يمتلك كاريزما تكون توأم شخصيته وتعامله مع الآخرين، أيضًا في نوعية قيامه بأعماله، الشخصية التي تمتلك جاذبية متفردة، ليس فقط في ما تدلي به من أحاديث، أو ما تقوم به من أعمال، ولكنها تمتلك كاريزما، حتى في صمتها ونظراتها.

الحكم الدولي الكابتن أحمد الخميس، حكم لعبة السلة، أراه من خلال علاقتي به، أكانت بين زوايا العمل الذي احتضننا معًا، أو كصديق لنا فترات لقاء وتواصل بين شرفات قنوات التواصل الاجتماعي.

إن “الخميس” يمتلك كاريزما، دائمًا أقرأ في صمته وابتسامته ألف معنى، يُسابقها ألف معنى، في لقاءاتنا اليتيمة، لا تخلو من كلماته عن الصمت، لا تخلو من كتاب، يتحدث عن كيفية التعامل مع الآخرين، تطور قدرات الإنسان، واستعراض تجارب المبدعين والمتميزين في العالم، كلما كنت برفقته، وتكون ذاتي مرتبكة، قلقة، أو تجول في ذهني أفكار كتابية، أراها من خلال ابتسامته، التي تسبق كلماته، يرفع الارتباك والقلق، بجملة قرأها في كتاب، أو شخصية مبدعة، يسرد من سيرتها ما يبعث على الأمل والدفء، كأنما يُهديك ألوان قوز قزح، لتُعانقها بيديك وقلبك.

لم أكن مستغربًا يومًا، وبين الفينة والأخرى، أراه يتألق في اللعبة التي أحبها، وأصبح حكمًا فيها، يقود المُباراة بكل ثقة، ووعي، لتحط رحالها على الشاطئ، فكلما جلست خلف الشاشة، أتابع مباراة يُديرها، لا شعوريًا، أحاول أن أراقبه، أتمعن في تصرفاته، أقرأ ما خلف الظاهر، في تأمل إلى ما وراء ذلك، ولا أجامله إن قلت بأنه يمتلك كاريزما أيضًا في إدارة المباراة.

ما أريد إيصاله من خلال هذه الكلمات المُتواضعة، التي جاءت بعد حفل مصغر لتكريم الخميس أحمد في ديوانية الأخ العزيز علي سعيد مرار، هذا اليوم عصرًا، بأننا نحتاج إلى أهمية التَّعرف على ثقافة النجاح وفلسفتها، فقد نمتلك الأدوات والخُبرات، وكل ما من شأنه أن يوصلنا إلى النجاح، ولكن لننجح، لا بد أن نقرأ عن النجاح، أن نتعرف عليه، ونبحر في دنياه، فليس النجاح أن تحقق إنجازًا فقط، ولكنه النجاح، يُمثل حياة، وثقافة، ومنهجًا، تُشير لكل ذلك إلى النموذج الذي يمثلها بإصبعك، بل بكلك، لتقول إن هذا الإنسان ناجح، لأنه يحقق الإنجاز، لأنه يعيش ثقافة النجاح، لأنه يجسد نموذجًا ناجحًا.

وعليه، فإن قراءة الكتب التي تساهم في رقي الإنسان، كقراءة كتب الكاتب ديل كاريجني، فإنها تحفز الإنسان، وتمنحه الثقافة التي تخوله ليكون ناجحًا في مجريات حياته، بمختلف سياقها وألوانها.



error: المحتوي محمي