قالوا كبرتَ

قالوا (كَبُرتَ)، فقلتُ أكبرُ عاشِقٍ
أمضيتُ في خُدُرِ النساءِ سنيني

قالوا سنينُكَ اُهرِمتْ قلتُ لهم
مَنْ حرَّمَ الحبَّ على (الخَمسيني؟)

إنّي عشِقتُ من النساءِ بمُفردي
مازادَ في العَدِّ على المَليونِ

مُذْ كنتُ في عهدِ الطفولةِ ارتمي
في حُضنِ أمّي أستبيحُ سكوني

حتّى تجي زِينُ النساءِ تحوطني
وتُقبِّلُ الوَجنَاتِ في خدَّيني

وأقومُ في شوقٍ وشِقوةِ عاشقٍ
أُبدي لها قُبُلاً على الشَفتينِ

حتّى كبرُتُ وصرتُ صبّاً يافعاً
وأخذتُ في قلمي إلى التدوينِ

وكتبتُ في الحبِّ القصائد عامِداً
ونشرتُ أشعاري على الثقلينِ

ونصبتُ من صيتِ القصيدِ حبائلي
حيثُ (الصبايا) بُغيتي بالهَونِ

فوجدتني (زيرَ النساءِ) وقدْ بَدتْ
حولي صُفوفُ العاشقاتِ تَفِيني*

ومضتْ سنيني خلسةً ولقيتني
قد صرتُ في الخمسينِ (كالمجنونِ)*

ورأيتني قدْ زِدتُ في العِشقِ وقدْ
صارتْ سنيني في الهوى تُقويني

وعرفتُ أنَّ الحبَّ في أطوارِهُ
يشتدُّ في العُمقِ على التكوينِ

فأنا الذي في حبِّهِ زينُ النسا
قد قطَّعتْ أيديها من سكِّيني

و أنا الذي في حِجْرِها اعتادَ على
قدَّ القميصِ من القفا بِجُنونِ

سأظلُّ في ذكرِ النساءِ متيّماً
من أولِ العُمرِ إلى (التسعينِ)

* أي تعمل لي فيئاً وظلاً من كثرتهن.
*أقصد مجنون ليلى.



error: المحتوي محمي