كنت أشعر بالتوتر وعدم الاستعداد وعدم الراحة النفسية بشأن اتخاذي لقاحًا تجريبيًا لا أدرك أبعاده، لكنني لاحظت أن لقاح فايزر قد تم اختباره بالفعل على عشرات الآلاف من الناس! وبعد تردد وتمرد مني لا وصف له دام أسابيع وبعد إقناع من زوجي الحبيب! حينها اقتنعت أنه من المهم اتخاذ التطعيم ضد فيروس كورونا للسيطرة على الوباء.
تلقيت جرعتي الأولى والثانية بتحفظ من لقاح هذا الفيروس الصامت، وكنت قد وصلت هناك قبل موعدي بساعتين تقريبًا لمركز معارض الظهران في الجرعة الأولى والثانية أيضًا، وكلي تفاؤل وأمل ونفس راضية، وياليتني لم أتردد وأعاند من قبل! منذ أن ترجلت من مواقف السيارات وحتى انتهائي وخروجي، كنت في غاية الدهشة والفخر والامتنان؛ لما وجدت أنا وغيري من استقبال واهتمام واحتفاء رائع جبار. من كوكبة واثبة من شباب وشابات وطنية سعودية مرتبة منظمة لمحتها من المدخل ومكاتب التسجيل والاستقبال الباسم الهادئ! والإجراءات في غاية السهولة دون توجس أو قلق. سبحان الله رغم أن أعداد الحضور كبيرة إلا أن العمل كان جادًا ومرتبًا وسريعًا وبمنتهى النظام والهدوء، وهذا يدل على الكفاءة والنظام والاهتمام من قبل تلك الفئة العاملة لخدمة الحضور من طالبي التطعيم من المواطنين والمقيمين.
رغم حضوري بساعتين قبل الوقت إلا أن العملية تمت بشكل ممتاز وبترتيب متقن، وقد استغرقت نحو أقل من ثلث ساعة حتى خروجي من المركز! كل شيء قد تم بدقة ونظام أثناء وجودي ومروري، أجزم بأن جميع المطعمين على اختلاف الأعمار والجنسيات، كانوا في غاية الانبهار والدهشة بكلمات الترحيب والدعاء وبمزيج من الابتسامة والطمأنينة، وشعرت بيد الأخت الحانية التي قامت بتقديم التطعيم لي خفيفة رقيقة وكأنها ريشة، بحيث لم أشعر بها أبدًا وظننت أنها لم تقم بتطعيمي من خفتها! كل هذه العملية والعبور والانتظار لم يأخذ وقتًا! وكان علينا بعد التطعيم وهذا إجراء للجميع أن ننتظر دقائق، وكانت الجلسة هادئة في صالة الانتظار وما شاء الله كان المكان مزودًا بالمياه والتعقيم، وكان هناك من يشعرني بكل هدوء واحترام بالمغادرة، وكل هذا ما يجعلني سعيدة ومرتاحة وفخورة بوطني، وباهتمام حكومتي بالصحة والسلامة لنا كمواطنين وكمقيمين ايضًا.
لذلك يستوجب علي أن أحمد ربي أنني بنت تراب هذا الوطن العظيم، وأن أنحني شكرًا وامتنانًا بما نحظى من قيادتنا الرشيدة من رعاية صحية فائقة وعناية فاخرة. وكل شخص يرغب في العودة إلى طبيعته في الحياة، عليه أن يأخذ اللقاح لمنع انتشار العدوى، ولقد سألني زوجي عن شعوري بأي أعراض جانبية بعد التطعيم أجبته: لا أعراض والحمد لله، لا تتعدى ألم الوخز الخفيف للإبرة، وفعلًا ما يبدو صعبًا، قد يصبح واقعًا عمليًا وسهلًا.