مدخل: أوفى المجتمعات هي تلك التي تخلد ذكر رجالها المخلصين الذين خدموا الوطن والمجتمع بشتى المجالات والمجال الرياضي ليس استثناء.
يد الإحسان: عرف الراحل إحسان الجشي منذ صغر سنه كلاعب كرة يد مميز مثل نادي الترجي والنادي الأهلي والمنتخبات السنية والمنتخب الأول لكرة اليد، وكان من أميز اللاعبين الذين أسسوا اللعبة في المملكة، وكان مثالاً رائعاً للاعب الخلوق داخل وخارج الملعب.
عقل الإحسان: بعد اعتزاله اللعب تفرغ إحسان للعمل المؤسساتي فأنتقل بين بنوك وشركات ومؤسسات مالية كبيرة وأسس أعماله الخاصة، ووسط كل هذا عندما حانت له الفرصة لخدمة وطنه باللعبة التي يحب لم يتردد، فبالإضافة لعضوية مجلس إدارة اتحاد كرة اليد السعودي تولى مسؤولية إدارة المنتخب الأول لكرة اليد ووصل مع المنتخب إلى مونديال إسبانيا ٢٠١٣، يشهد كل من عرفه من قرب بإخلاصه بالعمل ورجاحة عقله ورؤيته الاستراتيجية للأمور بعين رياضي محنك.
عشق إحسان: بعد رحلة طويلة لم يبعد فيها قط عن ناديه الأم (الترجي) فكان دائماً حاضراً وداعماً لنادي بالجهد والمال معاً، بعد ضغوط عديدة من محبي الترجي خضع إحسان إلى رغبة مجتمعه وتولى دفة رئاسة نادي الترجي ووضع أسس عمل استراتيجي لجميع الألعاب.
قام رحمه الله بعمل مخلص على مدار أربع سنوات هو ومجلس الإدارة المخلص الذي كان يقوده، وقد نرى حصاد عملهم هذه الأيام وأقرب مثال هو المشاركة المميزة للفريق كرة الطائرة ببطولة كأس الاتحاد السعودي.
قلب إحسان: كان رحمه الله مصداقاً لشخص الذي لا تعلم يمينه ما أنفقت يساره، فبعد أن توقف قلبه عن النبض فاضت دموع محبيه الكثيرين من جميع أنحاء المملكة وفاضت كذلك ألسن الكثير من المقربين منه من لاعبين وإداريين ورؤساء أندية عن مواقف رجولية وشهمة قام بها رحمه الله مع العديد من الأندية واللاعبين والمحتاجين.
إحسان الأب: حظيت شخصياً بقرب منه رحمه الله، فكان بمثابة العم والأخ والصديق، ورأيت بأم العين كيف يرعى ويحب ويحترم الجميع الصغير والكبير وكيف كان رحمه الله يرعى أبناءه بشكل مختلف، فكان صديقاً لهم ومربياً بنفس الوقت ويحرص على أخذ رأي الجميع منهم.
خاتمة: إحسان الجشي كان حالة عطاء استثنائية، كان مثالاً يحتذى به للرياضي المحب لوطنه ومجتمعه، تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى على رحيله رحمه الله، سنة علمنا فيها بعد رحيله أشياءً كثيرة لم يكن يحكى عنها هو بحضوره.
الإنسان منا قصة بكل مجالات الحياة، فلتكن قصتنا قصة إحسان ومعروف لا قصة نكران وجحود، فقلب الرجل منا يتوقف نعم لكن القصة تستمر.