كفى عبثاً

كثيرة هي اللحظات المميزة والفريدة في حياتنا والتي نفقد الاستمتاع بها وبالشعور بروحانيتها في الكثير من الأحيان، وخصوصاً في المناسبات الاجتماعية العامة، والدينية بشكل خاص، وذلك بسبب بعض الممارسات الشخصية كانشغالنا بالتصوير المبالغ فيه الذي يفقدنا الإحساس بقيمة تلك اللحظات من أجل التقاط لصورة متكررة عن طريق الهاتف المحمول (الجوال) لنقوم بتسجيل يومياتنا بطريقة تفتقد التوثيق المقنن والأسلوب الجاذب والبعيد عن المبالغات في أي موضوع نرغب في توثيقه، فنهدر بذلك قيمة الوقت والمال.

ولم تتوقف المسألة عند هذا الحد بل نقوم بنشرها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ونشاركها الأصدقاء والأقارب، مما يشكل نوعاً من اختراق خصوصياتنا وفقد أهمية المناسبة ورونقها.

بالإضافة لصعوبة اختزال الذاكرة لهذا الكم الكبير من الصور المتكررة إن لم يكن محالاً، مما يفقدها معانيها الجميلة والخاصة في جانب الذكريات كما كانت الصور القديمة ذات الطابع الخاص في التوثيق في المناسبات الاجتماعية والدينية وعالم الشخصيات وكبار السن والفعاليات و المناشط الحياتية، كانت ذات طابع متميز في الطرح والحدث، مما أكسبها قيمة وجعلها في سجل الذكريات الجميلة من خلال طريقة التصوير والتسجيل والتوثيق للأحداث المهمة بطريقة احترافية رغم بساطة الأدوات والأجهزة المستخدمة قياساً بعالم التصوير الرقمي المتطور اليوم، مضافاً إلى أن جميع الممارسين لها هم هواة بقدرات شخصية لم تتح لهم الفرصة آنذاك لحضور دورات أو ورش عمل تخصصية في هذا المجال.

إننا نأمل أن يكون هناك اهتمام مقنن بطريقة التصوير والمواضيع التي نرغب في توثيقها بشكل منظم وتنسيق مخطط له ليتم الاستفادة منها حاضراً ومستقبلاً لنحصل على نتائج ملموسة للجهد والوقت الذي نبذله في التقاط الصور.

لقد بات من الضروري اليوم أن نتعرف ونطلع على القواعد التقنية الأساسية في فن التصوير لتكون انطلاقة للبدء في العمل بشكل احترافي سواء على الصعيد الشخصي أو التجاري ففي كلتا الحالتين سيكون العائد على مهاراتك وقدراتك واضحاً وجلياً.

إن التقنية الحديثة لفن التصوير اليوم بمختلف أنواعها تقدم لنا خدمة للاستمتاع بأوقاتنا وتوثيق أجمل لحظات حياتنا لتصوغها لنا للحاضر والمستقبل حتى لا تغيب في ذاكرة النسيان مع مرور الزمن.



error: المحتوي محمي