من تاروت.. في 51 نصًا.. السني توقظ «خواطرها» من غفوة الـ30 عامًا

اختبأت ثمار موهبتها ثلاثين عامًا كاملة بين دفاترها، ولم تجد طريقًا ترى من خلاله النور إلا في إصدارها الأول “خواطر مبعثرة”، فكانت ابنة جزيرة تاروت سلمى محمد السني كلما زارها الإلهام ذات لحظة، تنقشه على أوراقها وتجسد فيه خيالاتها التي أرادت لها أن تكون ذخيرة محتوى كتابها الأول.

وجاء كتاب السني في 80 صفحة من الحجم الصغير، وضم 51 نصًا، وصدر عن دار دراية بالقطيف.

وذكرت السني أن إصدارها البكر جمع خواطرها المبعثرة بين أدراج مكتبها والتي كتبتها منذ ثلاثين عامًا، ليأذن لها القدر الآن بأن تبزغ للأفق.

وبيّنت أن هذه الخواطر القصيرة والطويلة منها، تأخذ طابع البوح عن المشاعر الذاتية أكثر من أن تأخذ الطابع الروائي أو القصصي، فيما تعبر في بعضها عن مواقف وأحداث واقعية.

ونوهت بأنها لديها حس كتابي في الخواطر منذ صباها، كما أنها شغوفة بالقراءة والاطلاع، ملفتة إلى أن فترة الحظر التي فرضتها الجائحة منحتها الفرصة لتعكف على العمل لإخراج كتابها ليرى النور، بعد عتمة ظلام الأوراق المُبعثرة.

واسترجعت ذكرياتها، وهي تتأمل تلك الأيام الماضية، وكيف كانت تسابق طموحها، لتكتب، وقالت: “إن أول نص خطه يراعي، كان عبارة عن سطرين من المشاعر، دونتهما في وريقة صغيرة، لازالت محفوظة في ذاكرة الزمن، فكتبت فيها: إن الحياة عبارة عن فصول من مسرحية، كل فصل فيها يخبرنا بأحداثه، وبما سيتبعه”.

وتابعت: “تلك الكلمات كان لها صدى في نفسي لحظتها، ولازلت أستذكرها بين الفينة والأخرى، لعذوبتها”.

وأوضحت أنها تدرجت في كتابتها يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، تثري ذائقتها الأدبية بالقراءة، وتتأمل الأشياء من حولها، وتثير قلمها اللحظات سواء كانت موقفًا أو مناسبة حزينة أم سعيدة، لتحاكيه بما تخطه يديها.

وفي ختام حديثها، وجّهت السني نصيحة للمجتمع قائلة: “إن الكتابة ومسك القلم، ما هي إلا نتاج القراءة والاطلاع، فأتمنى من كل جيل، وكل شريحة من شرائح المجتمع أن يتمسّكوا بالقراءة والاطّلاع، لأننا دومًا، نتطلع إلى جيل واعٍ، يحمل على عاتقة مسؤولية بناء مجتمعه”.

وشكرت كل من قدم لها عبارة تشجيع من أسرتها وأحبتها وكل من له فضل عليها في مسيرة حياتها، كما شكرت صحيفة «القطيف اليوم»، الشكر لإتاحة الفرصة لها ولاهتمامها بباكورة أعمالها.

وكشفت أنها لديها عدة ملخصات لبعض الكتب، لم تر بصيصًا من النور بعد، وهي في طور الإعداد حاليًا، مضيفة أنها تطمح إلى إصدار كتابها الثاني بحيث يكون مختلفًا في المحتوى والمسمى.

يذكر أن السني حاصلة على بكالوريوس تربية خاصة، وعملت كمعلمة في عدة مراكز خاصة، حيث لم تتسن لها الوظيفة الحكومية، وهي حاصلة أيضًا على عدة شهادات تربوية، وعملت في عدة أنشطة خيرية، وكانت مسؤولة عن برنامج قرآني لعدة سنوات، وهي حاليًا تعمل كمربية أطفال.



error: المحتوي محمي