ذكر المدرب الدولي والمحلل الاقتصادي ماهر آل سيف أن هناك أفكارًا اعتيادية في الاقتصاد وريادة الأعمال والمشاريع يعتقدها البعض بسيطة جداً ولا يمكن تنفيذها ولكنها في واقع الأمر قد تكون ناجحة بشكل كبير.
وضرب مثالًا على ذلك أن هناك تجارًا وممولين يشترون الأفكار وهؤلاء المستثمرون عندما تجلس معهم وتعرض فكرتك عليهم ويرون أنها ناجحة تماماً قد يدخلون معك كشريك بنسبة معينة حسب قبولك وموافقتك.
ولفت إلى أن هناك برامج تشتري الأفكار ويطلع عليها مستثمرون يرون كل فكرة من زاوية مهمة وبخبراتهم يوصلونها للنجاح ويطورونها.
وأكد أن المملكة العربية السعودية تهتم بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومثال على ذلك معهد ريادة الأعمال الوطني لرواد الأعمال، داعياً الجنسين للتعرف على آليات الاستفادة من برامج التمويل التي يقدمها.
وأشار “آل سيف” إلى أن المعهد مركز وطني غير ربحي، مختص في مساعدة الراغبين بممارسة العمل الحر وأصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة من الجنسين من خلال التدريب والتأهيل وإجابة الاستفسارات والإرشاد واحتضان المشاريع والمساعدة بالحصول على التمويل وتسهيل الإجراءات الحكومية بواسطة نخبة من المختصين الوطنيين في مجال ريادة الأعمال وباعتماد أحدث الأساليب والتقنيات.
وأوضح أن التقديم في المعهد يكون عن طريق موقعهم الإلكتروني وبعدها يتم تحديد مقابلة شخصية والتدريب والتأهيل على كيفية إدارة المشروع ودراسة الجدوى لفكرة المشروع والمتابعة المستمرة حتى بعد انطلاق وتنفيذ المشروع.
وذكر أن معهد ريادة يوجد في مختلف مناطق المملكة وبه فروع رجالية ونسائية تدعم جميع مدن المملكة ومحافظاتها حتى التي لا تتواجد فيها فروع، مشيراً إلى أن الدعم لا يتجاوز 300 ألف ريال سعودي وإذا قام بإدارته صاحب المشروع بنفسه دون عمالة أجنبية يتم دعمه براتب 3000 ريال سعودي شهرياً لمدة سنتين غير مسترجعة، إضافةً إلى أن سداد الأقساط يبدأ بعد سنة من تنفيذ المشروع ولمدة عشر سنوات وبذلك يسدد أقل من 1% بالشهر.
وأوضح أن “مسار الناشئ” برنامج يُساعد الشباب من الجنسين ممن لديهم الإرادة والعزيمة الراغبين في امتلاك مشاريعهم الخاصة ولديهم الخبرة ومستعدين للتفرغ لمشروعهم، حيث يخدم البرنامج من كان عمره بين 21-65 سنة ويقدم الدعم المالي عن طريق الشريك الإستيراتيجي والممول الرئيسي بنك التنمية الاجتماعية بدعم 300 ألف ريال.
وكشف أن برنامج الخريجين يهدف إلى استيعاب المؤهلين للعمل الحر من حاملي الدبلومات الصحية المعتمدة وخريجي الجامعات ودعمهم لفتح مشاريع خاصة بهم كمراكز ضيافة الأطفال، والأشعة، ومعامل تركيب وصناعة الأسنان، وأنشطة المختبرات الطبية، ومراكز العلاج الطبيعي، والصيدليات في المناطق الواعدة، ومعامل النظريات والبصريات والمراكز الرياضية، مشيراً إلى أن سقف التمويل لا يتجاوز 500 ألف ريال لهذا البرنامج.
وواصل بأنه يوجد أيضًا دعم لمشاريع منتج التوطين كالأجهزة الكهربائية والإلكترونية والأواني المنزلية والمكتبية والملابس الجاهزة وقطع غيار السيارات بمبلغ لا يتجاوز 300 ألف ريال، مؤكدًا أن الدعم من المعهد لا يقتصر على الدعم المادي بل أيضاً تتم المساهمة في إنجاحه ومتابعته خطوة بخطوة وتجاوز الصعوبات من خلال تقديم الاستشارات.
ونصح من يبحث عن المشاريع الصناعية بأن يلجأ للغرفة التجارية، فلديها عدة أنشطة تدعمها بالصناعة، إضافةً إلى متابعة برودكاست شباب يتحدثون عن المشاريع بشكل احترافي ويقدمون استشارات مجانية ويشرحون كيفية الاستفادة من الأفكار التي يمتلكها الشخص ويساعدونه في الحصول على شركاء وتمويل مشروعه.
ودعا إلى الاطلاع على الموقع الإلكتروني “منشآت” الذي يتضمن فيديوهات لعدة مشاريع من بدايتها كفكرة والإجراءات وتنفيذ تلك المشاريع، حيث إنهم لديهم أعمال وأنشطة ورجال أعمال ومستثمرون وتعقد كل شهر أو شهرين لقاءات في هذه المنشآت وتتم مقابلة مستثمرين تعرض عليهم الأفكار ويتواجد من يشتريها ويدعمها.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي قدمه آل سيف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام تحت عنوان “عليك الفكرة وعلينا التمويل”، يوم الاثنين 8 مارس 2021، وذلك ضمن سلسلة برنامجه الأسبوعي “دردشات اقتصادية”.
واختتم “آل سيف” اللقاء بتوجيه الشباب بالبحث عن الأفكار والمشاريع ودراستها والقراءة عنها وحضور المحاضرات والدورات التدريبية وزيادة الإيرادات للحصول على الوفرة المالية، قائلًا: “إن تسعة أعشار الرزق التجارة، والدولة فتحت مجالات كثيرة وفرص يمكن استغلالها للتطوير ويكون كل فرد إنتاجي وغير استهلاكي”.
فيديو المحاضرة (هنا)