رسائل لم تصل ولعلها تصل!

“عن الشوق ماذا عساي أن أكتب حتى الحروف تصبح باردة كبرودة ليالي كانون، أما المشاعر فهي مشتعلة كنار تلتهم أضلعي”.

أنا حقاً لا أدري أي الأمرين أصعب على الإنسان! هل أن  يكتب رسالة لأحدهم وهو يعلم مسبقاً أنها لن تصل؟! أم أن يحتفظ بها للأبد في قلبه ويمتنع عن البوح؟!

تقول آلاء حسانين: “الأسوأ من أن تصاب بأمر جلل، هو أن تمنع من الحديث عنه، أو الإشارة إليه، أو التلميح حتى. ما أثقل حزنًا لا تستطيع بكاءه”.

أحيانًا نصمت لأن ثمانية وعشرين حرفاً وكلمات اللغة العربية بأكملها التي يتجاوز عددها الأثني عشر مليون كلمة غير قادرة على التعبير عن شعورنا.

إننا نبحث عن مشاعر مختبئة بين الأحرف والكلمات، نبحث عن أمان، عن حب، عن طمأنينة؛ صدقني نحن لا نبحث عن كلمات وإن كانت مهمة.

نحن نبحث عن كتف نتكئ عليها كلما جار علينا الزمن، نبحث عن من يتقبلنا كما نحن، نبحث عمن يحبنا لذاتنا لا لشيء آخر.

عندما يأتيك أحدهم شاكياً همه لا تكن أنت والزمن عليه! نعم هو اختارك أنت ولجأ إليك وفتح قلبه لك أنت فقد يكون كل ما يحتاجه البعض هو التنفيس عن حاله أو كما نقول فضفضة ولم يأتك باحثاً عن حلول.
قد يكون كل ما يحتاجه هو عناق أو شخص يمسح على رأسه.

البعض عندما تلجأ له يشعرك بالندم وأنك اخترت الشخص الخطأ من دون أن يدرك ذلك، فعندما يلجأ أحدهم لك لا تقلل من حجم معاناته أبداً فالناس طاقات وقدرات وليس بالضرورة ما تتحمله أنت وتراه عادياً أن يتحمله غيرك!
قد أتحمل أنا أمراً تراه أنت خارقاً ولكني لا أتحمل ما قد تراه أنت عادياً فجميعنا مختلفون.
إنه لأمر محزن أن تكسر قلباً رأى فيك الأمل لتقول له: “كيف لو حالك كان هكذا وهكذا) أو (لماذا لا تحمد ربك) هذه العبارات لها شأن عظيم في النفس وقد تحدث داخل الإنسان جروح لا يعلمها إلا الله! فدائماً تلطفوا بحال غيركم.

تقول إحداهن: أنا ربة منزل وكنت في أحد الأيام أشتكي لإحدى الصديقات عن تعبي فقالت لي: “تعلمي أن تحمدي ربك، كيف لو كنتِ موظفة؟”، للوهلة الأولى اعتقدت أن معها حقًا وبقيت لفترة من الزمن أعتقد أنه لا يحق لي أن أشتكي وأتعب حتى انفجرت مرة لسبب تافه جداً وذلك بسبب التراكمات بداخلي لأن إحداهن جعلتني أعتقد أنه لا حق لي بالشكوى!

يحق لك أن تحزن لأي سبب، يحق لك أن تضجر ويحق لك أن تأخذ وقتك في الحزن فهذه مشاعرنا ويجب علينا أن نتعلم أن ندافع عنها!

ختاماً
‏”التمس لي سبعين عذرًا واذكرني في دعائك حين لا تراني بالوجه الذي تعودت عليه فللنفس آفاق ووديان.. ولعلّي في وادٍ غير واديك”.
ولا تبخلوا على أحبتكم بمشاعركم فلا أحد يعلم متى تحين ساعة الفراق.

كل الود..



error: المحتوي محمي