فقدت القديح بل القطيف بل الوطن الغالي قامة مغمورة في الأدب العربي والإسلامي خادمًا لأهل البيت وشاعرًا لهم وعميدًا من أعمدة الأدب العربي وشاعرًا ملهمًا وفذًا من الأفذاذ وشاعرًا واقعيًا وكذلك شاعرًا تصويريًا ونابغة من النوابغ ذا عقلية وقادة وذكاء مفرط وذا حس مرهف يصحبه حسن سليقة وسلامة فطرة وهو المرحوم المبرور السيد النجيب حسن أبو الرحي والمعروف في الوسط الاجتماعي بأبي أمجد وتكاد تصبح هذه الكنية كأنها اسم العلم حيث غلبت هذه الكنية على اسم العلم.
نشأ منذ نعومة أظفاره َمتأدبًا متعلمًا حيث تعلم القرآن الكريم عند الملا عبد الله الفردان وكان من صغره مثقفًا موسوعيًا وإسلاميًا حيث إنه يربط بعض العلوم بالثقافة الإسلامية وقد تأثر بأصحاب علم وفكر وأدب أمثال الخطيب البارع المفوّه الملا سعيد أبي المكارم وكذلك العالم الجليل التقى الشيخ حسين القديحي وآية الله العظمى الشيخ محمد أمين زين الدين في الوقت الذي يأتي لزيارة أرحامه في القديح فكان يجلس معه ويستنير بثقافته الإسلامية والأدبية الواسعة حيث استفاد من كتبه القيمة ككتاب الإسلام ينابيعه مناهجه غاياته والأخلاق عند الإمام الصادق والعفاف بين السلب والإيجاب وقد تأثر بأخلاقه العملية وأعجب بهذه الشخصية العظيمة كما ذكر لي مرارًا.
درس هذا السيد الجليل في المدارس النظامية فحاز الشهادات الابتدائية والمتوسطة التجارية وكذلك الثانوية التجارية إلى أن حصل على الشهادة الجامعية حيث تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من كلية الإدارة الصناعية، وكان موظفًا في هذه الجامعة العريقة.
لقد تميز السيد حسن بخصائص وملكات فاضلة وكثيرة غير الجانب الأدبي وحمله المعلومات المتنوعة وهي الأخلاق الرفيعة كلين الجانب والتواضع الجَم وخدمة الناس وخصوصًا كتابة الخطابات التي يطلبها إخوانه المؤمنون كالمطالبة بالحقوق وغيرها فكانت خطاباته حقًا تحمل قوة في العبارة وعالية في الذوق والأدب وكل ما يكتبه يكون مناسبًا لمقتضي الحال فكانت خطاباته مؤثرة تنتج َمنها النفع العام فجزاه الله خير الجزاء.
رغم تفوقه في الأدب العربي من شعر ونثر وثقافة في بعض المجالات إلا أنه أدرك أن الشعر في أهل بيت محمد عليهم السلام له أبلغ الأثر وأنفع في الدنيا والآخرة فلقد سخر شعره ونثره وقلمه في نصرتهم وإبراز حقهم وبيان مقاماتهم الرفيعة وكذلك مظلوميتهم فقد أصر أن يكتب شعرًا في حق مؤمن قريش وكافل رسول الله وحامي حمى الإسلام ووالد أمير المؤمنين وغرضه من هذه الكتابة كما بين لي ولبعض الإخوان أن يكون أبو طالب شفيعًا له في قبره وفعلًا كلفني بأن آخذ قصيدته المتعلقة بأبي طالب وكذلك القصائد التي في أهل البيت أن أضعها في ضريح أمير المؤمنين عليه السلام حين تشرّفي بالزيارة والحمد لله توفقت أن أضع هذه القصيدة وغيرها في ضريح علىّ عليه السلام وبقية أولاده عليهم السلام.
إن إصراره في تسخير شعره ونثره لـ آل محمد وكذلك أبي طالب يعد توفيقًا عظيمًا ونصرة للإسلام، فرحمه الله والسلام عليه يوم ولد ويوم اختاره الله ويوم يبعث حيًا.