استرجع علي معتوق الحرز بداية ولادة فكرة مكتبة “جدل” الواقعة في بلدة “أم الحمام”، وذلك خلال استضافته في الحلقة الأولى من سلسلة حلقات “سياحة في مكتبة”، التي ينظمها المدرب محمد الخنيزي، على قناته في اليوتيوب “إضاءات معرفية”.
وبدأ الحرز حكايته بوصفه لنفسه بأنه فلاح ابن سلالة عائلية فلاحة أبًا عن جد، وقد دخل المدرسة في عمر الثانية عشرة، وشغف بمجاميع كتب والدته الخطيبة.
وذكر أنه في عمر الرابعة عشرة اقتنى أول كتاب “سيرة عنترة”، وتعلق قلبه بالمعلقات وحفظها وعمره لم يتجاوز 15 عامًا، لتكون بداية الانطلاق والانفتاح العربي قديمة من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث.
وعلل سبب تسمية غرف المكتبة بسقراط وغرفة أخرى بأفلاطون وتليها أرسطو، قائلًا: “سقراط هو الذي أنزل الفلسفة من السماء وجعلها تمشي في الشوارع والقاعات والنوادي والحدائق والطرق، رغم أنه لم يكتب شيئًا، وقام تلميذه أفلاطون بكتابة 28 محاورة من خلال ما استشفه من الجدل الذي كان سقراط يُبحر في علمه”.
وأضاف: “تضم المكتبة أنواعًا عديدة من الكتب، تحتضن أكثر من 30 ألف كتاب و100 ألف جريدة ومجلة قديمة ومنها: الأدب العربي قديمه وحديثه، والتراجم العربية والإسلامية والشرقية والغربية، وكذلك المجلات الفصلية والشهرية والدورية، والبحوث المحكمة، مشيرًا إلى أن قسم أفلاطون بالمكتبة يحوي أكبر قاعة تضم عدة أجنحة خاصة في التاريخ وأصول الفقه والتفاسير والأديان والفرق، وجناحًا كبيرًا للفلسفة وما يتعلق بتاريخ المملكة، والأساطير العربية والغربية والشرقية جميعها
وأوضح سبب تسمية المكتبة بـ”جدل”، أنه مصطلح مشهور في الفلسفة عند الفيلسوف الألماني “هيغل”، إضافةً إلى أنه استنبط من سورة “المجادلة” إحدى سور القرآن الكريم، ومن الآية الكريمة {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، لافتًا إلى أن الداعم الأكبر في بدايته مع الكتب كان أستاذه وزوج خالته الشيخ عبدالحميد منصور المرهون وأرفف مكتبته وكتب والدته، حيث استلهم منهم فكرة المكتبة والتكوين المعرفي منذ نعومة أظافره.
وتحدث عن مراحل إنشاء المكتبة منذ بدايتها وتطورها، حيث كانت المكتبة في البيت وبعدها تحول البيت في المكتبه لتوسعها المستمر، واصفًا نفسه بـ”الببلوماني” الذي لديه هوس بجمع الكتب والشره الدائم لامتلاك الكتب ولا يعيقه شيء.
وأشار إلى أن بعض المخطوطات أخذ لها صورًا احترافية، وأرشيفًا من جرائد ومقصوصات ومجلات سعودية وغير سعودية موزعة بالسنوات والاسم والجريدة، مبينًا أن الأرشيف له أكثر من 60 عامًا، إضافةً إلى عمل أرشيف لمحافظة القطيف وكل ما يتعلق بها وبالمملكة من كتاب وأدباء وشعراء.
وأكمل: “من المجلات التي أحتفظ بها مجلة “قافلة الزيت” التي تصدرها شركة أرامكو، وكنت موظفًا لديها حيث أجلس من 6-8 ساعات لقراءتها وقصّها لحفظها للأجيال القادمة، منوهًا بقوله: “في البداية عليك أن تقرأ كل شيء وربما يستغرق ذلك سنوات وبعدها تتخصص بجانب معين ترتاح له وتستهويه بالقراءة أو الكتابة والتركيز عليه أكثر”.
واختتم بقوله: “إن المكتبة مفتوحة للجميع بدءًا من أطفال الروضة إلى كبار الكتاب والمفكرين والأدباء”، منوهًا بأن أصعب شيء يواجهه هو إيصال المعلومات لأطفال الروضة، مضيفًا أن هناك جيلًا كبيرًا من المهتمين بالقراءة، واصفًا أن ما يشهده معرض الكتاب في الرياض على مستوى الوطن العربي أقوى معرض من الناحية الشرائية.