يحكى عن قريةٍ مرت بضائقة شديدة وليتمكنوا من تجاوزها اجتمعوا ووضعوا الكثير من الاقتراحات وفازت فكرة سهلة على الجميع وهي: أن يوضع إناء كبير في وسط القرية ويضع فيه كل فرد كوبًا من اللبن ويسجل اسمه وينصرف.
وعندما حل الليل بدأ التطبيق وكانت الحركة حثيثة من سكان القرية لمساعدة الضعفاء منهم وعندما انبلج الصباح توقع الجميع امتلاء الإناء لبنًا سائغًا ولكن المفاجأة كانت أن الإناء يفيض ماءً.
حادثة مؤسفة تحكي واقعًا مؤلمًا هو حالنا في “التعلم عن بُعد”.
أبطال قصتنا طلاب ومعلمون وأولياء أمور!
لقراءة قصتنا باختصار شديد ستجد هناك من هجر التقنية وبالكاد يتقن أبجدياتها، فكيف بمعلمٍ!
سيفقد حينها مقومات الإدارة الصفية وستتحول الحصة الدراسية إما إلى فوضى عارمة أو صمت مطبق.
أوقات مملة فقد فيها الطلاب دافعيتهم للتعلم لترى خلف الشاشات المتنقل بين جنبات المنزل أو المتمدد على فراشه ومن هم في رحلة برية أو بحرية.
وعلى الجانب الآخر، أم تلهث وراء درجة مزعومة فتقوم بأداء المهام وحل الواجبات والاختبارات وتتكبد الكثير الكثير من العناء.
عندما يفكر الجميع بالتخلي عن المسؤولية ويصرخ في نفسه كوب ماء لن يضر حينها لن نتمكن من حصر ما فقدناه وما سنفقده وسنتكبد عناءه سنوات طوال لن نحصل حتى على الماء.
قف أنت مسؤول
عزيزي المعلم قدم لطلابك أدوات التفكير وعلمهم كيف يتعلمون ولا تحرمهم متعة التعلم فإن شعروا بحماسك انتقلت إليهم الحرارة التي تشعل الفتيل وبمتابعتك ستجدهم حلّقوا في أفق المعرفة ليتقنوا مهارات متعددة وبمستويات عالية، لا تقل كيف فأنت بطل الميدان نوع الأساليب والإستراتيجيات أرسل تشويقة، فيديو، حفّز، ادعم البحث والاطلاع.
تحدي القدرات أدخلهم في تنافس مع ذواتهم!
عزيزتي الأم
عندما خطا ابنك خطواته الأولى في السير كُنت تشجعينه على الوقوف وتكرار المحاولة حتى أتقن المشي وأصبح يتنقل في جنبات المنزل مهرولًا، استمري بنفس الأسلوب ولا تتقمصي دوره.
دربي ابنك على الأمانة أشعلي حس المسؤولية انظري للغد ألا تريدين حقك من بر ورعاية!
إذا سلبته أبسط حقوقه وهو التعلم فكيف سيتعلم أداء الواجبات في المستقبل؟
دعيه يخوض التجربة يقف ويقع إلى أن يتمكن، شاركيه الفشل والنجاح اربتي على كتفيه وشجعيه على المضي قدمًا.
ابني الطالب الغد المبهر مُلك لِمن يصنعه اليوم، تسلّح جيدًا وحول معارفك إلى مهارات واحرص على أداء واجباتك وطالب بحقوقك.
أجد التعلم لتمتلك المستقبل وتذكر: “من لم يذق مر التعلمِ ساعة.. تجرعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته”.
مع خالص احترامي لكل معلم وأم وطالب.