موكا أو لاتيه

كان الوقت ظهرًا وموعد الغداء لموظفي القطاع الخاص والعام قد حان.

مشهد جميل وغريب في نفس الوقت أن ترى الكثير من الشباب والصبايا ينزلون من سياراتهم ويتجهون إلى مكان واحد!
يأتيك الفضول لكي تعرف شيئًا لا يخصك!

الطريق تفوح منه رائحة أفخم العطور، وكأنها تفوح من الجدران والأشجار وتنتظر من يتبناها من شركات عالم الأزياء والموضة مثل كريس ديور وكليف كريستيان.

العبايات جميلة كأنها فساتين سهرة، وموضة الحلاقة تخطت العام الحالي، والملابس الرجالية تغلبت عليها ماركة ماريو فالنتينو، والأحذية من الجلود الطبيعية قد تكون من كوتشي، والسيارات الفارهة من أفضل وأجمل السيارات الألمانية والإنجليزية ولكن لم أر سيارة تسلا الكهربائية.

ماذا يحدث؟ يأتيك الفضول لكي تعرف شيئًا لا يخصك، لم أر من حولي صالة أفراح أو مؤتمرات أو صالة عرض دولية أو مسرح أو سينما ولم أر حتى مولًا.
سألت البعض، فقال يوجد كافيه.
لم أستطع الوقوف لكثرة الازدحام.
رجال الأعمال الصغيرة المحلية وحتى العالمية توسعت في هذا المجال.

ترى الكافيهات في كل مول وحارة وكورنيش وشاطئ.
دخلت غرفة الشاي والقهوة لاحتساء كوب من الشاهي الممزوج بالحليب “كرك”، رأيت مجموعة من الزملاء يعملون القهوة بطريقة التنقيط والميزان وتذكرت ما رأيته في الأمس القريب من الزحام على محل الكافيه، لم أستغرب لأنها أصبحت موضة.

دعاني زميلي على القهوة وتحيّرت ماذا أطلب!
ترددت بين اللاتيه والموكا وهل مشروب بارد أو حار وهل أضيف عليه القشدة أو الشوكولاتة، ولا يصلح مذاق القهوة إلا بالحلى، وقد تحيّرت في أفضل أنواع الحلى هل أختار كيك فكتوريا أو كوروكان باللوز والخيرات كثيرة والأسماء عابرة للحدود.

مررت بقهوة أم كلثوم وتخطيت قهوة نجيب محفوظ ولكني اخترت قهوة الفيشاوي لسمعتها، ولم أحتر في الاختيار، شربت السحلب والعرقسوس والتمر الهندي.

قابلت فيها أحد الفنانين المعروفين وتبادلنا الحديث، وقال: على الرغم من وجود ثقافات جديدة غزت شوارعنا فإن تناول القهوة في المحلات التراثية والتاريخية لا تزال صامدة فهي تقليد راسخ لن يختفي من حياة الشعوب المحافظة.



error: المحتوي محمي