في جو رمضاني جميل وطقس رائع ، في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية ، أقيمت الخيمة الرمضانية ، للسنة الثانية على التوالي ، بدأت الخيمة مساء السبت الموافق 28 مايو الماضي ، واستمرت على مدى ثلاثة أيام ، جمعت أتباع الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية ، في محاولة لتوطيد أسس العلاقة الاجتماعية والإنسانية لأتباع الديانات الثلاث ، تلك العلاقة التي خربتها السياسة بامتياز ، وعصفت بها الحروب والأعمال الإرهابية ، الجميل في المبادرة أنها صدرت عن مجموعة من طلبة الجامعة ، وغالبيتهم من الفتيات ، من مختلف البلدان الإسلامية ، جمعهم العمل المشترك ولم تؤثر فيهم السياسة أو المذهب ، فكان همهم ان يؤلفوا بين أتباع تلك الديانات، وجمعهم على طاولة واحدة وطبق واحد ،خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة ، التي تحيط بالعلاقات بين أتباع هذه الديانات ، مسئولة البرنامج أشارت إلى أنها حضرت خيمة رمضانية مشابهة في لندن قبل عدة سنوات ، و أعجبتها الفكرة ورغبت في تحقيقها في أمريكا ، وشكلت فريقا من إحدى عشر شابا وشابة اضافة الى مجموعة من المتطوعين ، احتضنت الفعالية إحدى المدارس الإسلامية الواعية ، وسهلت لهم مختلف الأمور اللازمة لتحقيق مشروعهم -علما ان الخيمة في العام الماضي أقيمت في كنيسة – ان أبرز ما يميز هذه الفكرة أنها تمت على يد مجموعة من الطلبة مما يؤكد أن جيل المستقبل من مختلف البلدان الأسلامية بخير ، لقدرته على القيام بمشروع بهذا الحجم، ويمتلك هذه الرؤية الواعية ، استوعب ما يزيد على الف ضيف من اتباع الديانات الثلاث ، والجانب الآخر المهم في هذه المبادرة ، انها تجاوزت المبادرات التقليدية التي تقيمها اللجان والمراكز الاسلامية التي تتعلق بالمناسبات الدينية المختلفة ، الى حدث استثنائي وغير تقليدي ، وفريد من نوعه
اليوم الأول شهد حضورا كبيرا تجاوز التوقعات، وغصت قاعة الحفل بالحضور ، وكان لافتا حضور عدد جيد من مسؤولي المدينة ،وذلك لتزامن اللقاء مع حادث الاعتداء ، الذي وقع على فتاتين مسلمتين ، ونتج عنه مقتل اثنين من الأمريكيين وجرح ثالث، في محاولة منهم للتصدي للمعتدي ، لذا كانت مشاركة المسؤولين الرسميين لتطمين الحضور، والتأكيد أن ذلك الحادث كان فرديا ولا يدعو للقلق ، إضافة إلى ذلك ، فقد شاركت في الْيَوْمَ الأول سيدة تمثل المسلمين ، بكلمة جميلة عن الإسلام وموقفه من العديد من القضايا الاجتماعية المختلفة ، بينما كان اليوم الثاني مخصص لكلمة لسيدة مسيحية واليوم الثالث لرجل يهودي ، اللقاء كان مناسبة للتعارف وفهم وجهات النظر بين الأطراف المختلفة ، وقد أعرب عدد من الامريكان الحضور عن سعادتهم لتواجدهم وحضورهم .
اللقاء بحد ذاته حدثا قيما ولافتا ، الا أن الحدث يمكن ان يبرز المزيد من الفوائد المختلفة إذا تم استثماره بشكل جيد ، فهذا المشروع أتاح لتلك المجموعة من الطلبة والطالبات ، إبراز إمكانياتهم في تنظيم حدث مرتب ومنظم بكل جوانبه حتى النهاية ، ومن جانب آخر فقد أتاح اللقاء أن يصلي المسلمون الحضور على مختلف مذاهبهم صلاة واحدة جمعت الرجال والنساء في جو أخوي جميل ، ومن جانب آخر كانت مناسبة حادثة الاعتداء على السيدتين المسلمتين ، ان قامت المدرسة الإسلامية بتبني مبادرة لجمع تبرعات لعوائل القتلى والمصابين قاربت الـ ٤٠٠ ألف دولار وهي قابلة للزيادة ، ودعا المسؤولون بالمدرسة إلى لقاء أبناء الجالية المسلمة مع تلك العوائل الأحد التالي، للتعبير عن تعاطفهم وتعازيهم جراء الحادث الأليم ، لذا فالعمل الطيب الجميل كالشجرة المثمرة التي توزع عطاءها ، على أعداد كبيرة من الصعب حصرها أو معرفتها ، وقد كان اللقاء شجرة طيبة مثمرة عّم خيرها الجميع ولاشك أنه سيكون منطلقا للمزيد من البرامج والأعمال المفيدة بحول الله .