حذر سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف من الإنجرار والانشغال في شهر رمضان الكريم بالمسلسلات والأفلام والقضايا الدنيوية التي تلهي الناس وبالأخص الشباب الذي ينجرف وراءها، ويغوص في ملذاتها وكأنه ليس في شهر رمضان شهر الرحمة والبركة والمغفرة، فعلينا أن نستثمره بالعبادة لنيل الكمال الروحي.
جاء ذلك في حديث سماحته يوم الجمعة 7 رمضان في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد وجامع الرسول الأعظم بالحلة، عن الصوم والكمالات الروحية.
وبدأ سماحته مستشهداً ومفسراً قول الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”، وما تشير إليه هذه الأية الكريمة من أهمية تهذيب النفس وتزكيتها، قد أفلح من زكاها أي قد فاز وأفلح من طهرها.
وقال: “تطهير النفس وتزكيتها من الأمور الهامة في حياة الإنسان، فالإنسان المؤمن يسعى دائماً لنيل الكمالات الروحية والمعنوية، وقد خاب من دساها أي ضرها ودس نفسه في الذنوب والمعاصي والآثام، والمؤمن هو من يسعى من أجل تزكية نفسه وتهذيبها للوصول إلى الكمال الروحي”.
وأضاف:” يعد الصوم بما يعنيه عن الامتناع عن المفطرات الروحية، السلوكية والمادية مساعداً في تهذيب النفس وتزكيتها، فالصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب إنما أيضاً عن المفطرات السلوكية التي تخدش حقيقة الصوم الكامل”.
وأشار إلى أنه يجب نستحضر الله سبحانه وتعالى في حياتنا، فالمؤمن دائماً يستشعر بوجود الله سبحانه وهذا الأمر فطري بطبيعته وقد يغيب عن الإنسان ذلك في زحمة الإنشغال بقضايا المادة.
وأوضح بأن أعلى المراتب في علاقة المسلم بربه هي علاقة المحبين، لنيل قرب الله تعالى ليس رغبة في الثواب أو العقاب أنما حباً لله عزوجل فهي أفضل أنواع العبادة، إذ أن أستحضار الله تعالى في جميع تصرفاتنا وحياتنا ينمي حالة الكمال.
وأضاف بأنه لابد من الاستفادة من هذا الشهر لنيل الكمالات، فشهر رمضان وماورد فيه من الأحاديث التي تحث على كثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح وغيرها من المستحبات التي ترفع بالإنسان إلى الكمال.
وأكد على ضرورة الالتزام بالعبادات الشرعية والمستحبات في هذا الشهر الكريم من صلاة ودعاء ونوافل وتلاوة القرآن، وغيرها من المستحبات التي يجب على الإنسان أن يستغلها لنيل بركات هذا الضيف الكريم.
وختم كلمته بالدعاء والتضرع لله تعالى أن يوفق الجميع لنيل تلك الكمالات الروحيه في هذا الشهر العظيم.
