القطيف الأجمل.. كلاكيت مرة أخرى

لست ممن يُتبع كتابة المواضيع خلف بعضها إذا لم تكن هناك ضرورة أو إضافة أو فكرة تحتم مع احترامي وتقديري لجميع الإخوة الكتاب هنا وفي غير مكان.

ولذا أضيف هنا ما سبق وتطرقت إليه في مقالة تسبق هذه عن التشويه والتحسين البصري.

بمرارة واستغراب يحزنني وأنا أدخل لمركز قطيفنا الغالية خلال شارع الملك عبدالعزيز وأنظر جمال بعض المحلات التجارية والتي يحرص أصحابها على واجهتها وديكورها ونظافتها، وأرفع بصري لأرى أن الطوابق العليا من المباني أو المنازل وفي غالبها بحالة يرثى لها في الشكل والتآكل والقدم وكأنها آيلة للسقوط ولا يستبعد ذلك لو قامت البلدية أو الدفاع المدني بمعاينتها لانكشف خطورة بعضها، وأجزم أنه لم تأت عليها الصيانة ولو مرة واحدة من وقت إنشائها.

من يرى وسط القطيف لأول مرة يستغرب فعلاً ويظن أنها مدينة في بلد من أفقر البلدان بل ربما وعلى العكس رأينا بعض البلدان الفقيرة في حالٍ لا يصدق من النظافة والاهتمام والحرص على أن تكون بلادهم مثالية وأنيقة ونظيفة دون أن يكون للأنظمة المسؤولة دور مباشر في ذلك.

لا أدري ما الذي يمنع أصحاب هذه البنايات عندنا وبالذات التي على الشوارع الرئيسية والتجارية ولا تتعدى الأربعة طوابق من أن يعملوا على صيانتها الدورية أولاً من أجل إطالة أعمارها الافتراضية، وثانياً من أجل سلامة قاطنيها ومستأجريها وبالتالي حماية أصحابها من المساءلة، ولا أقل من تحسين مظهرها الخارجي إذا كانت سليمة البناء والتشييد.

الصيانة الدورية لا تكلف الكثير إن كانت دورية عكس لو قرر المالك ذلك بعد عشر أو عشرين سنة فربما يكتشف أن عليه إزالة المبنى من أصله.

لا أظن أن هناك تشويهاً بصرياً يجب معالجته أكثر أهمية من هذا التشويه والذي يمس وجه حاضنتا القطيف والذي نريده أن يكون مشرقاً  وأن نصل بها إلى أن تكون المدينة الأنظف، وذلك لا يعني ارتفاع المباني وكثرتها وكثرة الأسواق والمتنزهات فيها بل يكون في مضمونها وعلى بساطتها وأن نشعر نحن بأهمية تحسينها كما نحرص تماماً على تحسين بيوتنا الخاصة ومظهرنا الشخصي أولاً بأول.

القطيف يعني المدينة الأم ويعني بناتها وهي بلداتها المحيطة فكلما حرص كل واحد فينا على نظافة ما يملك وما يراه الناس فإننا سوف نكتشف وبانبهار أننا قد أعدنا واحة القطيف كما كانت واحة غناء زاهية نعتز بها ونفخر كما كنا وأكثر.

أتمنى أنا المحب لقطيفي الغالية وبجنون أن نشارك جميعاً في جعلها المدينة الأنظف وأن يتخذ أصحاب العمارات والبنايات التي في قلبها والتي لن تأتي عليها صيانة وتوسعة الشارع المعني القائم الآن، نقول عليهم أن يتخذوا قراراً فورياً للبدء بصيانة مبانيهم حرصاً على سلامة قاطنيها وأيضاً ليحسنوا وجه قطيفنا العزيزة من جميع الاتجاهات وليس شارع الملك عبدالعزيز فقط والذي ذكرناه كمثال لأنه يشق المدينة من شمالها لجنوبها، ولا نظن أن ذلك سيكلف أكثر من قيمة إيجار محل أو محلين من العمارة حسب الوضع والحالة، وفي عام واحد أو عامين سوف نرى القطيف وبلداتها بشكل آخر وبصورة نفخر بها ونتغنى.



error: المحتوي محمي