قد يبدو للوهلة الأولى عزيزي القارئ أن العنوان متكرر ومستهلك، ولكن ما جعلني أتطرق لهذا الموضوع هو ما لاحظته في فئات مختلفة في المجتمع مؤخرًا، وخصوصًا فترة الجائحة.
الكثير من الزوجات والأزواج ضاقت صدورهم من مقابلة بعضهم بدل أن يسعد كل منهم بمقابلة نصفه الآخر.
ترى ماذا يحدث للحب بعد سنوات من الزواج؟ هل يفتر بعد أن كان مشتعلًا أيام الخطوبة وبداية الزواج؟ أم أنه يهرب من أقرب نافذة بعد دخول الأطفال الحياة؟ أم أنه ينطفئ بعد أول اختلاف في وجهات النظر؟!
هناك عدة أسباب تؤدي لملل الحب بعد مرور فترة من الزواج، ومن وجهة نظري ألخصها كالتالي:
١- التوقعات المبالغ فيها
نعم لا يجب علينا أن نبالغ في التوقعات حتى لا ننصدم إذا ما قصر الطرف الآخر.
لا بأس أن لا تعد لك زوجتك ثلاث وجبات يوميًا أو أن تطالبك بيوم استراحة من أعمال المنزل.
لا بأس أن لا يتذكر زوجك ذكرى زواجكما أو عيد ميلادك.
هذا لا يعني أن أحد الطرفين لا يحب الآخر إطلاقًا.
٢- التعلق الزائد بالطرف الآخر وكأن الحياة تتوقف عنده
يجب علينا ترك مساحة لكلا الطرفين، فمن وجهة نظري لا مانع من أن يخرج كلا الطرفين بمفردهما ويلتقي الأصحاب وحتى أن يسافر ولو لمكان قريب بمفرده، فجميعنا نحتاج أن نبتعد بين الحين والآخر.
٣- الابتعاد الزائد ورمي المسؤوليات على أحد الطرفين
فلا يخصص يوم للعائلة لتخرج سويًا بل يكون الحمل على أحد الطرفين بمفرده، وهذا يورث ثغرة في العلاقة الصحيحة للعائلة.
لا بد من تخصيص ولو يومين في الشهر للخروج معًا كعائلة.
٤- عدم التجديد
وهذا يورث فتورًا وبرودًا في العلاقة الزوجية ويدخلها الملل مع مرور الوقت فالعلاقة الزوجية كأي علاقة تحتاج تجديدًا.
لا تعامل الطرف الآخر وكأنك ملكته بمجرد الزواج لأن البعض يعتبر الزواج نهاية الحب ولا يعود يسعى لإظهار أفضل ما لديه كما كان يفعل سابقًا، وكأن كل ما سبق كان أشبه بعروض التسويق الوهمية، اجعل الحياة الزوجية بداية الحب وجددها بين فترة وفترة.
٥- عدم التقدير والاحترام
وهذا كافٍ لقتل كل مشاعر الحب والود، فمع تقدم العمر ستلاحظ أن كل ما تريده هو أن يفهمك الطرف الآخر قبل أن يحبك، أن يحتويك قبل أن يعشقك، أن يكون صديقك قبل أن يكون حبيبك، نعم فمن منا لا يبحث عن الاحترام والتقدير.
قدر جهود زوجتك البسيطة وبين هذا اشكرها وقل لها كلمة طيبة، وفي المقابل يا حواء أنتِ كذلك استقبليه بالأحضان حين يعود وهو حاملًا مقاضي المنزل، قدري محاولته لتوفير سبل العيش الكريمة لكم.
٦ – عدم وجود وقت خاص للزوجين
قد ينشغل الزوجان عن بعضهما مع وجود الأطفال، وخصوصًا إذا ما كان الأطفال ينامون مع الوالدين، فهذا يجعل بعض الأزواج يشعرون أن الزوجة لم تعد تهتم بهم، وهذا الشعور يأتي لا إراديًا لديهم، فالرجل أيضًا يحتاج الحب والحنان.
لا بد من تخصيص وقت خاص للزوجين بين الحين والآخر مهما تقدم بهما العمر، فهذا يساعد على إبقاء الحب بينهما ويكسر الروتين القاتل.
ختامًا، هنالك الكثير والكثير من الأسباب والحديث عنها يطول، ولكن ذكرت بعضها لعلها تساعد في القضاء على ملل الحب.
تمنياتي للجميع بحياة يملأها الحب.
