نقف مع الحملة المتجددة للبلديات بفروعها والرامية لتحسين المنظر البصري العام، بإزالة المظلات المشوهة والعشوائيات وغيرها، مع أملنا بأن تكون هذه الحملة جدية مستمرة فاعلة شاملة عامة تامة.
كان لنا وجهة نظر سابقة تخص موضوع المظلات فقط وهي أن يتم دراسة الأمر ووضع شروط مناسبة ومقابل مادي والسماح بها بالعدد والجهات المحددة وبالشكل الذي لا يسبب التشوه البصري الذي تنشده البلديات، وما زلنا عند هذا الموقف متمنين استمرار دراسته والعمل على تنفيذه.
وهنا نتمنى على هذه البلديات، وخاصة بلدية القطيف الفاعلة، أن تعمل على جعل القطيف مثالاً يحتذى للتحسين البصري، وأن تشارك المواطنين في حملتها هذه أو غيرها وتكررها كل فترة، وأن تنظم الفعاليات وتنتخب الاجتماعيين من الأهالي، وبالتعاون مع الجميع في المنطقة نستطيع أن نجعل سوياً مدينتنا وبلداتها مناطق مثالية نظيفة خالية من التشوهات البصرية والذوقية والحضارية.
ليس مستحيلاً لو عزمنا وقررنا ذلك سوياً، فقد نصبح ذات يوم ولا نرى ورقة أو خرقةً أو علبة سجائر أو مشروباً غازياً أو فضلات طعام محذوفة على الأرض أو في المنتزهات أو كرانيش خليجنا الرائع، ويأتي ذلك اليوم الذي نتأفف فيه من أي منظر خلاف الذوق العام، وليس صعباً أبداً أن يأتي الوقت الذي نمتنع فيه عن ارتكاب أي المخالفات ليس خوفاً من القانون ولكن لأننا وصلنا بأنفسنا وبمنطقتنا للوجه المشرق الذي نتمنى أن نصل إليه من تحضر وعكس ما نعايشه ونعانيه.
التشويه البصري يمتد عرضاً وطولاً، والبلدية لوحدها لا يمكن أن تحقق المستحيل ما لم يشارك المواطن طواعية في ذلك أيضاً وبأن يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه وبيئته وأن يلتزم بالقوانين ويرتفع بمسؤوليته المجتمعية والفردية.
على الجانب الآخر وللإنصاف ومن باب المسؤولية المشتركة والهم الواحد، نتمنى من بلديتنا الموقرة وفروعها أن تتابع ما تقوم به من حملات أولاً بأول من خلال مشرفيها الميدانيين سواء الحملات منظمة أو المفاجئة من أجل أن نصل جميعاً إلى هدفنا ونجعل القطيف المدينة النظيفة.
التشوه البصري ليس فقط بسب المظلات أو العشوائيات، وهو ليس في الجمادات فقط بل حتى الإنسان يتحمل ذلك مباشرة، ولذا ومن أجل أن نصل إلى التحسين البصري علينا كمواطنين أن نتعاون مع جهاتنا الخدمية الرسمية، وإبلاغها أولاً بأول بملاحظتنا.
والتشوه البصري يشمل أيضاً تحسين الشوارع، والبلدية تعمل على ذلك وهي تنفذ مشاريعها أولاً بأول حسب خططها سواء بالصيانة الدورية أو استحداث الطرق وفك الاختناقات، ولكن هناك ضرورة ملحة لمتابعة المقاولين بدقة لمعرفة مدى التزامهم بتنفيذ الشروط والمواصفات المشروطة ببنود العقود ليكون الإسفلت المستخدم من قبل المقاولين وفق مواصفات السلامة والجودة وليس ما نراه دائماً في بعض الشوارع.
فلا يعقل أنه وبعد شهر أو ما يزيد ينعجن الإسفلت تحت عجلات الشاحنات والسيارات مثل الطين وتهوي طبقته عن مستواه الطبيعي ليشكل حفراً طولية وهو ما يسبب أعطالاً وحوادث مفاجئة، والعجيبة أنه كيف تستطيع قطرات من الأمطار لو نزلت عندنا ذات يوم لساعة أو أقل أن تحفر هذا الإسفلت بسهولة ويسر وما إن ينكشف الحال حتى يتفاجأ المرء بالحفر العديدة التي يطول الأمر حتى يبدأ ترقيعها من جديد، مما يزيد الطين بلة ويضاف للتشويه البصري الذي نحاربه.
أيضاً فتحات تصريف مياه الأمطار وفتحات المجاري حين تكون في بعضها أعلى أو أدنى من مستوى السفلتة فتربك حركة السير وتسبب الحوادث وأعطالاً في السيارات ويكون المواطن هو المتضرر لأنه لا جهة من الجهات ستتحمل الأضرار التي لحقت بمركبته.
نذكر أيضاً سوء الصيانة من بعض المقاولين المتعاقدين مع مختلف الجهات سواء مصلحة المياه والمجاري أو الشركات الأخرى مثل الكهرباء والاتصالات، حيث إن هذه الشركات تعيد ردم ورصف الشوارع العامة والفرعية وأمام المنازل كيفما اتفق، وهو ما يستلزم المراقبة وعدم إعطاء أي منهم مخالصة نهائية قبل الاطلاع على عمله إذا ما كان نفذه حسب الشروط والمواصفات الموضوعة.
من التشويه البصري الأهم هو ما يشمئز منه الناظر والذي أصبح منظراً مألوفاً كل يوم وتقوم به عمالة النظافة والتي همها جمع الكراتين والعلب الفارغة والسكراب، في مناظر يومية مقززة وبعيدة عن التحضر والذوق وفي تشويه بصري لا يطاق، وغالبيتنا يرى كيف أنهم يمزقون أكياس النفايات على مرأى من الناس فقط ليستخرجوا منها علب الغازيات وما شابه ويخلفون وراءهم بواقي النفايات.
والأدهى من كل ذلك هو شكل ناقلات النفايات والتي تفتقد للسلامة لحماية الناس من الروائح الصادرة منها، حيث إنهم في الأغلب لا يسدلون أشرعتها الخلفية منعاً لصدور الروائح تنفيذاً للتحسين البصري بدل تشويهه، ولا أظن مرة من المرات أن المقاولين قد قاموا بغسل هذه السيارة أو رشها بالمبيدات احترازاً من انتشار الأوبئة ولا ضير في ذلك.
ولا نغفل بعض العمالة أولئك الذين يقوم بحفظ الكراتين خلف الأجزاء المزروعة عند جدران البيوت الخارجية ليأخذوها بعد انتهاء نوبتهم العملية، وأيضاً والحديث يطول، من يقوم بجمع السكراب خلف الأحياء السكنية لفترة قبل أن تأتي ناقلة أخرى في وقت لاحق لتأخذه لمكان غير معلوم.
هي أمثلة سبق وسقنا بعضها ونسوقها مرة أخرى وأخرى نحن الذين نقدر دور بلديتنا الموقرة ورئيسها المحترم المهندس محمد الحسيني، نذكر ذلك ونحن شركاء معاً لنأخذ القطيف لمكان آخر حيث المثالية التي ننشدها، ولن يكون ذلك صعباً ولا عجيباً بأن نراها في لحظة ما وقد خلت من التشويه البصري وحققت الهدف بأن تكون نظيفة وتحفة للأبصار وخاطفة للأنظار بنظافتها وجمالها، وهو ما نريده لقطيفنا الغالية.