استئصال الروح

نقع في الفخ عندما نستسلم لأوضاعنا دون توجيه منظم لطاقاتنا يبعث في الأفق روح التفاؤل والاستقرار.

إن محاولة التريث من أجل التحكم في ضبط أوضاعنا حتى نتمكن من إعادة ترتيب أوراقنا من جديد تعد خطوة أساسية ومهمة في التعلم الذاتي من دروس الحياة من غير حاجة لمدرب أو موجه، فالحياة رغم قساوتها تعطينا دروساً نتائجها وآثارها مبهرة وكبيرة  على النفس مع مرور  الزمن، سلبية كانت أو إيجابية.

إن قوة فاعلية العناصر النفسية الموجودة فينا والممزوجة بوجودنا وكياننا وإن كانت غائبة أحياناً عن عوالمنا، إلا أنها ترسم وتشكل ذواتنا وتبحر في كياننا وترشدنا وتعلمنا أن دروس الحياة وتجاربها هي التي تسيرنا نحو عالم النور أو الظلام عندما تقسو الحياة علينا بشكل أو بآخر.

إن أحد أهم أسباب الاقتراب أو الدخول في مرحلة الهزيمة واليأس والاستسلام هو ما يلي:

الضغط  المستمر لمهامنا اليومية والفشل المتكرر نتيجة هذه الضغوط يخلق الاعتقاد لدينا بأننا فاشلون وبعيدون عن النجاح ورؤية النور، مما يشل قدرتنا على التفكير الصحيح المتناسب مع قدراتنا الذاتية، ويساعد على ذلك طبيعة البيئة التي من حولنا، الاجتماعية منها والمهنية.

ومن الحلول العملية لهذه المشكلة هي تغيير الروتين اليومي الممل مهنياً أو اجتماعياً حتى يكون هناك بريق أمل ونافذة ضوء نستطيع التغيير من خلالها والانطلاق لعالم كله حيوية ونشاط لنسمو بروحنا فيه، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأجواء ذات الشحن السلبي التي تأتي  إلينا من المحيط.

كما أن هناك عاملاً مهماً في المقام وهو وجود التوازن بين القدرات الكامنة وبين تحمل المهام وأداء الأعمال المطلوبة والاستيعاب والتكيف مع البيئة، ومحاولة تغيير نمط التفكير في المشاكل، فعندما تحدث المشكلة لا تفكر كيف حدثت وتمارس ضغوطاً على ذاتك بسببها فتتأثر سلباً، وإنما حاول أن تغير طريقة ونمط التفكير من خلال تحليل المشكلة لمعرفة أسبابها وحصر العناصر ذات العلاقة في حدوثها، عندها ستستطيع الوصول إلى حل للمشكلة وتنتهي معاناة الضغط النفسي.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى ضرورة الانتباه عند ممارسة حياتك الاجتماعية والمهنية إلى معرفة واجبك نحو ذاتك، وأن تكون حذراً من آثار الشحنات السلبية للضغوط من خلال تفريغها بشكل يومي ومنتظم حتى لا تتراكم فتؤثر على صحتك الجسدية والنفسية.



error: المحتوي محمي