وفتحت نافذة الأمل.. وقررت الطلاق

بسم الله في الأولين والآخرين، والحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين، وعترته المنتجبين، وعلى من سار على خط الألاة المستبين.

بعدما وافقت وبمحض إرادتي أن يكن لي لباساً، أنقش عليه آهاتي وآلامي، وأشاطره معيشة أيامي، وجذوة أحزاني، فكان محطة أسراري وآمالي.

سئمت العيش معه، ومللت عشرته!! فأنا في كنفه أسيرة تحبس الزفرات، ومُقْلة فاضت دموعها حسرات، وعيون تورمت جفونها من البكاء، وهي راكعة أمام محرابه، تتوسل إليه بالقبول، وتتجرع معه كؤوس الذل والعبودية، لتقدم له أوسمة الطاعة الأبدية.

تقدم بي العمر معـه عشر سنين للوراء أو تزيد، تمعن في إذلالي، وتفنن في رسم القهر والأشجان.

وأسكنني رمساً تطأه شياطين أفكاري، وانتزع حلو اصطباري، وسلبني لذة منامي، وتحطمت عند بابه مفاتيح أحلامي.

لذا لابد من جرأة تكسر هذا الحاجز وتقف في وجهه بصمود، فقررت أن أبدل لباسي بآخر!!

ففتحت نافذة الأمل، لأطل من خلالها على عالم بزغـت فيه الشمس لتنشر النور والدفء.

وأمام نافذتي تلك تعرفت عليه!!

وجه مشرق بنور الإيمان يشع بين جنباته سمو البشر، وتعلو قسماته هيبة الوقار، وتفوح منه روائح الجنان، وعلى جبينه علو النفس والإقدام، يحمل شعار “بشر المؤمن في وجهه وحزنه في قلبه”.

وبدأنا سلم الصداقة، وتوطدت بيننا العلاقة، وكبرت أواصر اللقاء، وأصبحنا لا نطيق العيش دون أن يرى شطرنا الآخر من خلال ذلك النور علناً دون خوف أو وجل، أبثه لواعج الصدور، وأمام محكمة الحبور، بإشارات الأنامل، وبدقات القلوب وإشعاعات العيون.

وكانت تلك النافذة بداية تعارفنا.

وتواصلت الرسائل، وتقاربت الأرواح، بسيماء الصالحين، ودعاء العارفين، وبصدق التائبين وصدقات العابدين، وخشوع الراكعين.

عقدنا القِران بالدعاء والصلاة وتلاوة القرآن، وهكذا طلقت اليأس ثلاثاً لأكون حليلة “الأمل” بالله دائماً.


error: المحتوي محمي