يلجأ الكثير منا لطلب الاستشارات في حل المشكلات؛ إما للمختصين وإما لذوي الخبرة ممن نثق في رأيهم عند حدوث أي مشكلة قد تواجهنا على الصعيد الأسري والتربوي والاجتماعي، وحتى في شراكاتنا في المشاريع، وخصوصًا الصغيرة منها.
وحينما نعود لدراسة هذه المشكلات نجد أن نسبة كبيرة منها قد حدث بسبب إهمال أمر مهم جدًا، عدم وجوده أدى لحدوث هذه المشاكل على المستويات المختلفة، ألا وهو “القوانين”، لم نتعود وضع القوانين لأي أمر نقوم به خصوصًا الأمور المشتركة، رغم أهمية هذا الأمر إلا أننا نهمله بشكل كبير، وحتى حينما نضع بعض النقاط نتركها عائمة لفترة من الزمن فتحدث المشكلة بقصد أو بدون قصد.
لو طرحنا على أنفسنا هذا السؤال هل حقًا القوانين مهمة لهذا الحد؟ لن أجيب عن هذا السؤال قبل أن أطرح بعض الأمثلة التي بدورها سوف تبين إن شاء الله كون القوانين مهمة أم لا، ومدى وحجم أهميتها من عدمه.
مثالنا الأول سيكون عن لعبة كرة القدم، لنتخيل أن لعبة كرة القدم لا توجد لها قوانين ولا يوجد هناك حكم لتنفيذها ومعاقبة مخالفيها، نعم أعلم أن الذاكرة عادت بك إلى الماضي الجميل وزمن الطفولة حينما لعبت كرة القدم في حيكم الصغير مع أقرانك، وتكفيني هذه الذكريات لتعلم معنى وجود القوانين قبل كل عمل.
ولننتقل لمثال آخر، تخيل أن قيادة السيارة في الطرقات ليس لها قوانين وأنظمة، كيف ستكون؟ وما هو حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات؟ لتغمض عينيك لدقائق معدودة وتفكر في أي أمر من أمور الحياة بدون قانون يحكمه ويسيره بالشكل الصحيح، وستعلم قيمة وضع القوانين في حياتنا، وهنا سوف أطرح مشكلة كثيرًا ما يتم تناولها وطرحها على المختصين من قبل الآباء والأمهات؛ وهي إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية وتأثيراتها المختلفة على الصعيد النفسي أو الجسدي، وصعوبة حلها بالنسبة عمل.
لن أتحدث هنا عن الحلول لهذه المشكلة لأنها مختلفة حسب كل حالة ولكن سوف أقول: لو أن الأب أو الأم قبل شرائهم هذا الجهاز قاما بوضع قوانين وشروط لاستخدامه مع الطفل قبل شرائه؛ مثلًا عدد ساعات الاستخدام، أماكن الاستخدام، ومن أمثلتها هل يسمح باستخدام الجهاز أثناء تناول الوجبات؟ هل يسمح باستخدام الجهاز في غرف النوم؟ ما هي أنواع البرامج والألعاب التي يسمح باستخدامها؟ هل يسمح له بتنزيل برامج التواصل مثل؟ هل يسمح له بتنزيل ألعاب القتال؟ والكثير من القوانين التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية، وأيضًا يتم وضع العقوبات في حال المخالفة وتتم متابعة الأمر من قبلهم، هل تعتقد أنك ستحتاج لزيارة مختص لحل مشكلة طفلك؟
