اعتبر اختصاصيون نفسييون واجتماعيون تصوير مقطع الفيديو لواقعة القتل التي حدثت في تاروت اليوم جريمة توجب العقوبة لصاحب المقطع، كما أشاروا إلى أن ما قام به المصور فعلٌ غير أخلاقي له آثاره السلبية على المجتمع وخصوصاً أهل المتوفى.
وذكر الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان أن تصويو المقطع ونشره يعد جريمة فيها انتهاك لخصوصية المتوفى وفيها إيذاء نفسي لذويه، مؤكدا أنه لو رفع ذوو الميت قضية على المسيء لهم سيغرم ويسجن بعقوبات قد لا يتصور حجمها.
وأشار إلى أن الأثر النفسي والاجتماعي لهذا الانتهاك كبير جداً على ذويه خصوصاً اذا لم يمهد له قد يصاب أحدهم لآثار الكرب ما بعد الصدمة، وقد تصل إلى ردات فعل غير منضبطة في أقصاها الانتحار.
بدوره قال الاختصاصي الاجتماعي صلاح آل مطر:” ربما يكون من قام بتصوير المقطع كحال أي حدث غالبية الناس وكأنه يأخذ سبق أو ياتي بشيء قبل غيره أو لم يأتِ به الآخرون من باب التفاخر والتباهي وإن كان على حساب أي اعتبار إنساني”.
ووافق آل مطر رأي آل عجيان في أن التصوير يعد جريمة وانتهاك لحرمة الميت وإن كان المتوفى بحالٍ طبيعي، فكيف وأنه مضرج بدمائه وفي حالٍ يوجب التعاطف معه.
وأكد على أن ذلك الفعل له تأثير سلبي ومدعاة للتهاون في الحقوق وعدم مراعاة للعرف الاجتماعي والحق الشرعي، وكسر لمشاعر ونفيسة أهله ومعارفه، وله سلبيات في عدم احترام ستر عورات الآخرين واحترام الخصوصية، سواء كان الشخص حي يرزق أو متوفىً في مثل هذه الحالة.
وجاء رأي الاختصاصية النفسية خلود الحمود في أن استخدام أدوات التواصل الاجتماعي والمعروف بالسوشيل ميديا سلاح ذوحدين، ويجب على الجميع احترام حقوق الآخرين والحفاظ عليها، فالمعروف بأنه من ناحية إنسانية وقانونية التعدي على حقوق الناس والتشهير بهم يعاقب عليه القانون لأنه جريمة.
وأضافت:” استخدم البعض هذه الظاهرة لكسب الشهرة والتشهير بالآخرين دون مراعاة لشعور الأهل والمقربين”.
وتابعت:” فعل التصوير لحادثة اليوم جريمة لا إنسانية يجب توعية المجتمع بخطرها، والشخص الذي قام بفعلها يصنف من قائمة الاضطرابات الشخصية تحديداً الشخصية المضادة للمجتمع ويسمى بالشخصية السيكوباتية”.
ومن الناحية الشرعية ذكر سماحة الشيخ الدكتور محمد العمير لـ “القطيف اليوم” بأن الحكم الشرعي في هذه المسألة يعتمد على صدق جملة من العناوين، فالفقهاء يفتون بالحرمة إذا كان التصوير هتكاً للميت، حيث أن حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً، وكذا لو كان التصوير يؤذي أهل الميت فهذا عنوان آخر للحرمة.
وتوجه سماحته بكلمة لكل من قام بتداول الفيديو قائلاً:” أتوجه للأعزاء في هذا المجتمع الطيب بأن نمارس التغطية الإعلامية والرصد لما يدور في المجتمع بالطريقة التي لا تثير حفيظة أحد من أفراد هذا المجتمع الواسع، فإن المشاعر والأحاسيس رقيقة بطبعها، ولابد من مراعاتها، خصوصاً إذا تعلقت المسألة بميت او بذي إعاقة أو يتيم أو غيرهم، فالرسالة والفكرة والخبر بإمكاننا أن نوصلها بشكل مختلف”.
يشار إلى أن الجهات الأمنية باشرت صباح اليوم الجمعة 7 رمضان 1438 هـ حادثة العثور على مواطن (26 عاماً) متوفي وغارقاُ بدمائه أمام منزله في تاروت.
وبحسب المعلومات الأولية فإن المواطن تبين وجود ضربه في رأسه قد يكون تعرض لها بواسطة آلة حادة وذلك بعد معاينته من قبل الجهات الأمنية في الموقع الذي تم العثور عليه فيه.