اتخذت من زوجة أخيها وابنته عينين تبصر بهما طريقها وهي تتجه لمقر جمعية الصفا الخيرية بصفوى، لتضع صوتها ضمن المصوتين في انتخابات مجلس الإدارة الجديد، الذي تم اعتماده قبل أيام، فرغم أعوامها الـ95، ورغم فقدانها البصر، إلا أن الحاجة زهراء صالح حسن التاروتي أبت أن تكتف يديها وتتخذ موقف المتفرج، لتسجل اسمها كأكبر سيدة شاركت في التصويت، ضمن سيدات قلة اتخذن نفس موقفها.
وحملت الحاجة زهراء خلال توجهها للانتخابات مطالب بسيطة تمثلت في؛ الدعوة للمشاركة المجتمعية من المجتمع في الانتخابات القادمة، ومجلس إدارة يضع مصلحة الجمعية والخوف من الله أمامه.
مشاركة “التاروتي” في الانتخابات رغم تقدمها في السن، كانت تحمل رسالة لجميع بنات حواء، تقول لـ «القطيف اليوم»: “أتمنى من سيدات صفوى وفتياتها دعم الجمعية، والاشتراك والمواصلة في ذلك، فخير وقت للمرأة هو ذلك الذي تقضيه في خدمة المجتمع بما تستطيع”، مضيفةً: “ليس على المرأة فقط أن تبادر بالمشاركة، بل هو واجب الجميع في أن يشتركوا ويدعموا الجمعية التي همها الأول الفقراء والأيتام”.
وترى الحاجة زهراء أن المرأة في صفوى لم تلقَ التشجيع الكافي من المجتمع، فرغم السماح لها بالمشاركة في منافسات مجلس الإدارة، إلا أنها غابت عن المشاركة والتنافس.
وتختصر “التاروتي” خبرة أعوامها التي تجاوزت الـ90 في نصيحة توجهها لأعضاء المجلس الجدد: “كل ما يرجوه المجتمع منهم هو الإخلاص في العمل وترك المشاحنات والصراعات الداخلية التي تضعف الجمعية”.
وشاركت الحاجة زهراء قبل انتخابات هذا العام، في الانتخابات السابقة لانتخاب مجلس إدارة جمعية الصفا، طيلة الأربعة مجالس السابقة، إلا أن مشاركاتها السابقة كانت عن طريق التفويض، وكانت هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بحضورها لمقر الانتخابات بنفسها.
الحاجة الكفيفة، تلك التي لا تملك وظيفةً تعيلها أو حرفةً تكد منها، تعتمد في صرفها على راتب الضمان الاجتماعي وحساب المواطن وما يصلها من الأرحام، وعلى الرغم من ذلك فقد اعتادت أن تقتطع مصاريفها البسيطة من دخلها، ثم تتبرع ببقيته العظمى للصرف على المناسبات الدينية والمحتاجين، بحسب ما ذكره ابن أخيها إبراهيم التاروتي.
“التاروتي” ارتبطت بخيرية الصفا، ارتباط كل محب لأبناء بلدته المحتاجين، فكانت داعمًا ومساندًا من خلال اشتراكها في عضوية الجمعية طوال 20 عامًا، مشتركة حريصة على اشتراكها والدعم بالتبرع والمساندة والتشجيع على العمل التطوعي، وقد كانت تخصص 200 ريال لاشتراكها، حتى تطورت رسوم الاشتراك لـ360 ريالًا.