منذ سنوات ونحن نعمل والكثير من المهتمين بالسياحة والتراث يحلمون بأن تكون القطيف الوجهة السياحية للمنطقة الشرقية، كيف لا وهي تحمل إرثاً حضارياً وثقافياً وتراثياً عريقاً يمتد لآلاف السنين.
واليوم ونحن نودّع العام ٢٠٢٠م، نلمس ذلك الاهتمام من أعلى المستويات في مملكتنا الحبيبة بهذا الإرث الحضاري والحفاظ على ما تبقى منه ليكون في مصاف التراث الوطني المهم، وشهدت جزيرة تاروت خلال هذا العام العديد من الزيارات المهمة التي بدورها نستشرف الأمل من هيئة تطوير المنطقة الشرقية لما تعمل عليه لتطوير هذه الجزيرة الحالمة التي تعود لأكثر من ٧٠٠٠ سنة، ومرت بها العديد من الحضارات تلو الحضارات والاستيطان.
تحتل جزيرة تاروت ثالث أكبر الجزر السعودية بعد جزيرة أبو علي، وجزيرة الباطنة، وهي إحدى أهم المراكز الحضارية الاستيطانية في الخليج العربي، فقد دلت الاكتشافات الأثرية على عمق وإرث حضاري كبير بها، وأنها مركز مهم للاستيراد والتصدير، وارتبطت بعلاقات حضارية وثيقة مع بلاد الرافدين وفارس وبلاد الهند والسند وبقية المناطق المحيطة، والحضارات المجاورة مثل مجان، وآثار تاروت وقلعتها جذبت كثيراً من المهتمين بتاريخ وآثار وسياحة المنطقة.
وها نحن نستقبل العام الجديد ٢٠٢١م، بتباشير الأمل، وفي أول يوم في هذا العام نستقبل أول رحلة سياحية للقطيف، ونعيش نحن وهم تجربة جديدة في عالم السياحة المحلية، نكتشف جمال التراث العمراني في الحي التراثي بتاروت ونقف على قلعة تاروت أقدم شاخص تراثي على أرض المملكة، ونمر بدارين وجمال سواحلها ونقف في رملة الرفيعة نداعب بأرجلنا مياه البحر الباردة، ونمر بسنابس نستنشق هواءها النقي بجوار غابة المنجروف حتى نصل الزور وتستوقفنا محمية طيور الفلامنجو ونعود الربيعية لنشاهد تلك المدافن الدلمونية ومطار الرفيعة أول مطار في المنطقة الشرقية.
وفي المساء يطيب لنا أن نشاهد الجمال على ضفاف البحر في شواطئ القطيف الجميلة، والجميع يرحب بالضيوف، والجميع يبتسم فرحاً بالزائرين.
هكذا هي أول رحلة للقطيف.